كنَّا سنصدقكم
بقلم الشاعر نعمه العزاوي
كنَّا على الفطرة
أشبه بطفل بالكاد يمد يده ليمسك شيئًا،
فإذا ما ناله غمرته الفرحة،
فبانت عليه علامات نجاحه وتوفيقه،
بكى الطفل من كثر محاولات الفشل،
فأمُّه لم تراعِ أقدامه على النجاح،
تُبعدُ عنه دميته كلما حاول مسكها،
في حين أنّها حاولت مع طفل جارها،
ومكنته من تلك الدمية،
كررتها كذا مرّة،
فقنع الطفل بأنَّه عاجز،
وترعرع على ذلك،
حتى أدرك أن كل أشياء جاره له.
وتقدم الزمان،
وتواترت الأحداث،
والطفل الأول أصبح رجلًا،
يقف في الطابور طويلًا،
وصادقته قارعة الطريق،
والثاني متبخترًا يمر منه سريعًا بسيارته الفارهة،
فتلفُّه دوامة غبار ذلك الهواء.
نعمه العزاوي.