أنا ومرآتي
بقلم الشاعر عثمان الأقرع
أيا مرآتي هل لك تعيدي الصِبا
وتمسحي التجاعيد التي رسمها الزمان
عمرٌ مضى وغَيَّر كل الملامح
فبدا الإنسانُ غير الإنسان
وهل للفؤاد أن يتغير كما الملامح
تغيرت وغزاها الكِبَرُ وهاجمها النسيان
تعالي إلى ذكرياتٍ وذكريات
حدثيني وأحدثك بما كان
الشوق لأيام الصِبا يصارعني
يجابهني يشعلني كما النيران
ها قد العيون خَفُتَ بصرها
والتجاعيد ارتسمت على الوجنتان
والشَعْرُ غزاه الشيب فلاينفع
فيه لا صبغةٌ ولا تغيير ألوان
والظهر قد حناه العمر المرير
وعكازٌ يسندني من مكان لمكان
أعيدي لي بعضاً مما عليه كنت
وارسمي بسمتي وأطلقي اللسان
حبيبتي مرآتي أريد أن أرى فيكِ
صورتي عندما كنت قمر الزمان
لا جدوى من محاولاتي سأنثرك
كشظايا بللور مكسور فقد ماتت الأفنان
سامحيني أنا لن أعود إليكِ
فما مضى لن يعود إلا بذكرى كان
.......
عثمان الأقرع ..سوريا