أمسك ..يداً
بقلم ااشاعر سعدي الشنون
في ليلةٍ قمراء بانَ جمالها
وسنا النجوم كلؤلؤٍ إن يسطعِ
والناس رغم همومهم يأتون كي
يتسامرون بصفوِ ليلٍ ممتعِ
فأرى جمالا قد أضاع طريقه
لبُنَيّةٍ ناديتها لم تسمعِ
فإذا بقلبي يُستفَزُّ فأصطرخ
بصويحبي كالطفل اذ لم أسْطِعِ
أمْسِك يداً أمسك يدا أمسك يداً
والدمع مدرارا يسِحُّ بلا وعي
أمسك يداً فلقد رأيت رزيّةً
طفلين قد لُفّا بكلِّ مرَقّعِ
أمسكْ يديها يافتى فلربّما
يُرمى الى قاع المياه برُضّعِ
لكن رويدك حين تُمسِكها ولِنْ
فلقد وحقك قد اهاجت أدمعي
وتحَرَّ ما دَفَع البُنَيّةَ فعلها
هل كان جوعا قاسيا لا يُردعِ
أم إنّه اليأسُ الذي إجتاحها
مذ حلَّ غصباً عندنا من لا يعي
إن أخبَرَتْك كما تناهى سمعنا
فقدت شجاعا باسلا من أربعِ
سنوات قحطٍ قد مضين على اللظى
حامت بها عن عِرضِها المترفّعِ
إن أخْبَرَتْك بأنها قد رُمّلت
باتت على جلْدٍ أحاطَ بأضلعِ
ولقد تيتّم بعده أطفالها
طفلان لا زالا صغارا رُضّعِ
أخْبرْ حقيقتها لنا كي نسترح
صعبٌ علينا رزئها إن لم نعِ
صدْقاً بلى قد أخبرت عن كل شى
ِعن كل ليلٍ مَرّها لم يُقْلع
وعن الليالي الظالمات كثيرة
اتعَبْنَها سهرا بها لا تهجع
وتحدّثت والدمع نهرا جاريا
عن طفلها المعلول زاد تصدّعي
وبأنه يلوي الحياة بعنوةٍ
سيموت جوعا إنّهُ لم يرضعِ
يومان قد مرّا وصدري قد بُلي
ظلّوا جياعا جوعة المتجوّع
فطرقت أبوابا ندِمْت لِطَرْقها
لكنني مضطرّةً لا أدَّعي
وذهبت ارجو كل ابواب الرجا
فوجدتها قد اقْسَمَت لا تسمع
فجرت دموعي مااستطعت لمنعها
والجائع المضطر لمّا يُمنَعِ
فألتَمّ ضبع إثر آخر مثله
يبدو كإنسانٍ حقيقته دَعي
لكنّني لمّا رأيت سفالتهْ
يُبْدي ليغويني دراهِمَ لُمَّعِ
حمَّلتُ نفسي ان تحُثَّ قرارها
وتوَدّع الآلامَ هيّا فاسرعي
أما الخلاص فقد أشار بنجمة
رقراقةفي الماء أن هيّا معي
فتشير لي أن اركب الامواجَ في
عجلٍ لأحضى بالحَنان الأروعِ
فبوثبةٍ نجلاء كوني ها هنا
عُبّي اليك الماء هيا وأترعي
حوريَّةً كوني وراء بريقنا
وذَري الهمومَ وراء ظهركِ وأنزعي
فلثمت أطفالي أحاول شمّهم
شمّاً أخيرا كالحزينِ الأجزع
فسأترك الأطفال رهن رصيفهم
أو رهن من يقفو الجميلَ ويصنع
فجَرِيتُ مسرعة الى ربي فما
أحمله في جنبي يثير توجّعي
وسيجعل الرحمن جُلَّ خصامه
ناراً تمورُ وما ترى من مَفْزَعِ
لكنما قد أسْرَعَتْ ماكنت أح
ذرهُ لتلقفني يدٌ من مصرعي
فلقد هَمَمتُ لأن أعانق أنجمي
وخطوت أمشي كي أعاين موضعي
فإذا يدٌ تقسو أشدُّ قساوةً
لتجُرَّني قد موَّتت حلُمي معي
لاتتركوا النسوانَ بعد ترَمُلِ
ياحاكمينَ فريسةً للأضبعِ
وإذا ذُلِلنا فترة في حُكْمكم
فلأنهُ حظٌ سخامُ ألكَعِ
هذي شكاتي أذ أحاول بثها
لله ينفي السارقين ببلقعِ
أطرقت خجلانا انا لشكاتها
ياليت تصعقني السماء بمَخدَعي
إن المروءة قد مضت أيّامها
وابتاعها الديّوثُ والمتنطعِ
لاتجزعي بنت العراق وتفزعي
إنّي أرى أن لاسبيل لتجزعي
سيكون غوثك واحدا متوحّدا
فتصبَّري فهو العزيز الأمنعِ
وإمضي الى ماكان ربك قد قضى
ولله إذ يقضي فعدلاً إرجَعي
وإرمِ إذا ثقلت همومك للسما
ربٌ سيلقاها هنالك فأقنعي
وتحاملي ماالصبر إلّا ساعةٌ
وسيبزغ الصبح الأكيد المطلعِ
سعدي الشنون..