قبس عظيم
بقلم الشاعرة عبدلي فتيحة
يا خَير خلقِ الله يا خيْرَ البشر
يا سَيدًا منك الثَرى سَعِد انْبَهَرْ
يا شمْسَ نور للْوجُودِ عظيمة
منذ قُرُونٍ عِنْدمَا انْشَقَ الْقمَرْ
ولِكِسرى قد سقطت له غرف كثير
كَثُرت و زادت من حسابها عن عشر
نارُ المجوس بالحظة هي خامدة
هُدِمت كنَائِسُ خَوْفَهَا ذا الْمُنْتَظَر
و لدتْكَ آمنَة و الرَسُولُ لِجَدِه
مُسْتَبشِرًا لِلكَعْبةِ يسَجَد شَكَرْ
شَرَفٌ ثُوَيْبَة قَدْ تناله أولا أولًا
و حَليِمة نَالَتْهُ بَعْدَهَا بالقَدَرْ
كانت تَقُولُ أنه تُرِك الأخِير
عَادَتْ إليه و ما رضَتْ أن تَنْتَظِرْ
تحْكي عُجَابًا عن تَغَيُّر حالِهُا
قالت حَليبا إن أُقَرِبه انْهَمَرْ
و الشاة فينا شارِفٌ إذ تَحْفَلِ
بركات ربي تحتوي منذ الصِغَرْ
و أتانُنَا صارت كحُمُرٍ صَادِحَة
و الناس تَسْأل هل هي قَبْل السّفرْ
و قَدِمْنا نحن في ديَارنَا قَحْطُهَا
غنمي تعود بضِرْعها غيْثٌ مَطِر
و يقول قومي للرعاة وَيْلَكُمْ
بِنْتُ ذُؤَيْبٍ سيطرت بالمختصرْ
و الخير فينا نازل و صَبِينا
شبَّ شبابه خالف كل العُمُر
حتى أتى جبريل نحوه يلعب
ليشقَّ بصدره يُخرج علقا بُذِرْ
وبماء زمزم قد غُسِل في طسته
و الانشراح شاهدة على ما ذُكِرْ
صلو عليه حبيبنا و نبينا
مهما و صفنا نُقَصِرُ ذِكْرُ الدرر
أقلامنا تخشى النبي بذكره
ترجوه أجرا خطَّها فيه سُطرْ
قبسٌ قليل صُغْتُه من سيرته
رمضان فينا ساعة قبل السحر
لو كان حرفي للنبي أمُدُّه
خجلتو حروفي أن توفي إذ تذر
عبدلي فتيحة