اللقاء
بقلم الشاعر عيسى حموتي
أعددت ما استطعت من اناقة الشكل
و لباقة القول، ولطافة الصوت،
و وطنت النفس على رباطة الجأش
استعدادا ليوم لقاء مالك الرق.
*
قلبت الخزانة بطنا عن ظهر
انتقي طاقما يستجيب لذوقه يكون هندامي
قلبت وقست وأعدت، عساني انال رضاه
لكني وجدت أغلى الأثواب وأرقاها مجرد أسمال
*
حرصت على الظهور كما اظنه يرغب ان يراني
وكأني بمقلتيه انظر إلى صورتي في المرآة
أجبرت ثغري على تقويم الافترار
و حملته على إبداء البسمة ونسيان الزفر والآهات
*
بمساحيق الزينة و شذا الورود
زينت مخارج الحروف، ذات الاحتكاك منها و الانسياب
للقول انتقيت ارق المفردات
دربت حنجرتي على تليين كل صوت جهور ذي انفجار
*
حدثت نفسي طويلا في الكواليس
أخذت عليها عهدا، لا لاحمرار الخد، لا للارتجاف
وعلى قدر السؤال يكون الجواب
لا لفقد السيطرة ولا للدخول في هذيان وارتباك
*
قبل الخروج طيبت انفاسي
انطلقت راكبا جناح فرحتي ومن حولي الدنيا جنات
لما حضر،انخلع القلب وطار الصواب
اسفنجة الرهبة مسحت كل ما أعددت من تحضيرات
*
لما بات الذهن أفرغ من فؤادي أم موسى
حاولت تجاوز العائق، والظهور على احسن الحالات
ألبست الأصوات اناقة وبالمساحيق زينت الحركات
وفي حنجرة البوح علق النفس وغابت الأصوات
*
وقف ينظر إلي، وكأنه رأى غيري
لما هممت بالتحية ما افرج اللسان إلا عن سأسآت
ثم حأحأ طويلا وبأبأ قليلا فصمت
ظن صاحبي انه أمام مقلب لن يكون له منه منجاة
**
عيسى حموتي