الأحد، 2 مايو 2021

Hiamemaloha

الفكرة للأديبة قرشي يمينة

 الفكرة !!

بقلم الأديبة قرشي يمينة

الفكرة كالنور الدفين يولد ضئيل في أذهاننا ... ويبقى يصول ويجول في مخيلتنا ، بحثا عن النضج و النمو ، ويعتبر المجهود الفكري للمرء هو العناية المركزة التي تتواجد بها الفكرة اثناء فترة تكوينها ، وما إن تكتمل الفكرة صارت كالزئبق تتكاثر و تتجمع في آن واحد ، بحثا عن مخاض تولد منه لتخرج للميدان .

وهنا يأتي دور المرء في استيعابها و القبول بها ، وانتظار الفرصة السانحة لإخراجها إلى النور ، كما نقول دائما فلان : انرنا بأفكارك ... أي أترك لذلك النور الدفين فرصة للخروج من قوقعتك .

والفكرة منذ لحظة انطلاقها ، يصبح لها معان و دلالات كثيرة و دوافع لكي تحصد الكثير من المعجبين الذين يؤمنون بها ، فليس هناك أسرع من الفكرة في الانتشار عبر الآراء إلى أبعد الحدود .

فالفكرة لا تعرف النفاق والكذب بل تبقى على حالها سواء كانت سلبية أو إيجابية ، ولا تقبل التغيير في الألوان ، فهي انحيازية يا إما بيضاء أو سوداء .

وللفكرة بداية وليست لها نهاية ، فقد تعيش فكرة وتعشعش في أذهان الناس ويمتد دورها حتى بعد موت صاحبها .

وهناك افكار قوية و عميقة ، ننجز منها ابتكارات مدهشة و نخترق الفضاء بمنافعها .

وبجانبها أفكار تعود بنا إلى الوراء ، وتهدم مدن وحضارات بأكملها .

وقد تكون الفكرة بريئة و تقمع بتعابير وآراء فكرية ، لا تمت لها بصلة ، فتشوهها وتجرها إلى الرذيلة .

وكم من أفكار جهنمية ، زينت ونمقت وأخذت تتصدر افضل المجالس و أعلى الرتب .

والفكرة لا تحتاج إلى الاتحاد بأفكار عديدة ، لتضمن نجاحها ،فكم من اناس اجتمعوا بأفكارهم ، ولم تزدهم الاختلافات في الأفكار إلا تعقيدا و ضعفا وانشقاقا .

وكم من فكرة لشخص واحد ، كانت سحابة كثيفة أمطرت غيثا نافعاً على الجميع .

ويا أسفي على أفكار ولدت وبقيت حبيسة أذهان أصحابها ، وخنقت غصباً قبل أن ترى النور ، وكانت تحمل في طياتها الكثير من الخيرات .

فالفكرة غير مسؤولة عن من يؤمن بها ، فالكل يجازى على حسب فكرته .

فهناك من يزرع بمعانيها حبا ، وهناك من يشعل باراءها حرباً .

فلنجعل من أفكارنا حمامة سلام ، اينما طارت نشرت السلم والأمان .

بقلم قرشي يمينة

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :