مِنّة
بقلم د. عماد الكيلاني
٢٨-٥-٢٠٢١
(طفلة احرقت جثة والدها بعد ان اغتصبها)
قصةٌ اخرى من الفجورِ
والطُّغيانِ
وظلمِ النفيسِ تتكرّرْ
القناعاتُ راسخةٌ
الثوابُ والعِقابُ باقٍ
والظلمُ مرتعهُ وخيمٌ
لا شيءَ في المباديء يتغيَّرْ
لكنهُ المجرمُ الذي
كان ذات يومٍ اباً لطفلة بريئة
تقطّعت اوصالُ حياته
فطلّقَ الأمَ ونفاها
الى عيشةٍ سوداءُ فيها تتمَرْمَرْ
كل شيء في الواقع ثابتٌ
لكنها تفاصيلُ غدرٍ تحصَلْ
فالمشهدُ بعدها يتغيّرْ !
تتساءلُ البراءةُ عن معنى الأبوّة
حين يتحوّلُ الراعي الى ذئبٍ
في قطيعٍ من الذئابِ المَسعورةْ
جلُّ حياته وتصرّفاته قذارةٌ ووعورةْ
يتصوّرُ في لحظةٍ مجنونه
قاتلٌ مجرمٌ يقطّعُ بجنونه طفلتهُ
اضحتْ بين ليلة وضحاها مقهورة
وكانت فيما جناهُ ابوها براءةً مغدورة!
هكذا في عتمةٍ تنقلبُ الصورة
الواقعُ المأزومُ ابوها
وفي المعنى
قاتلٌ افاقتْ على جريمته المعمورة !
حتى اذا استفاقت من غيبوبة
وعادت لوعيها
اعادت لروحها بعض بريقها
وتنفّست وخطّطت مطولا
لانتقامٍ بشاعتهُ من الاحقادِ المطمورة
كل شيءٍ في قلبها يتفجَّرْ !
خدّرتهُ
وبالسلاسلِ قيّدتهُ
ثم بالنار والبنزينِ أحرقتهُ
وانتقمتْ فقتلتهُ
انها حياته جثة بالنار تتناثرْ !
منّة فتاةٌ بريئة
صبية ذات الاربعة عشر ربيعاً
تستعيدُ نفسها المقهورة !
[د. عماد الكيلاني]