بقلم الشاعر محمود جميل شواهنة
يا فلسطين الابية ما زال جرحك فتيا
وفي القلب حب لك سرمديا
تحترق السنابل ليعود وجهك نديا
وتحت الرماد والدخان تعلو رويدا رويدا حياة ابدية
هنا سقط الشهيد وتلاه اخر وتحت الركام زهرة بنفسجية
وفوق الركام تمر الرياح مسرعة
لتسوق غمام القضية
كم مرة قتلوك واعلنوا النصر المزيف فوق جسد الضحية
كم مرة هدموا بناءك صبحا وعشيا وتنادوا لحتفك هيا
كم مرة كفنوك والى الهلاك شيعوك فانتفض ترابك عصيا
من مآقي الحسان جدول ماء عذب ووجه صبحك بهيا
ايظن المتآمرون انك قد تواريت كلا فظهورك ابديا
اجتمعوا لأجل طمس هويتي فاذا بالكون ينادي عليا
لا موت لثائر والقدس قد علت صخرتها قمر السماء والثريا
فانثر بذر الحياة فوق القباب تزهر سهولنا الغربية
وتمطر سماؤنا لهبا تحرق عدوا او خائنا غبيا
ربما يلفني كفن الرحيل فلا ارى ربيعك زهرا مخمليا
واتوارى تحت ترابك مغمض العين بيد موت حنا عليا
رمادي صبحي اسود ليلي مفارق اختا لي وأخيا
وحيد امضي وقد كتت قبل الرحيل في حاراتك صبيا
اسير واثق الخطى رغم تتابع النكبات صبحا وعشيا
ورغم تزاحم المنايا عند باب بلادي لم ازل حيا
واقف عند باب مدينتي والوان الطيف تتناثر حبا وصبحا ورديا
هي لم تمت ولن تموت فشريان حياتها يغذي البرية
ازحفوا بموتكم بقصفكم وبحتفكم فحياتي على الموت عصية
وزيفوا بكل قلم وغيروا ما شئتم من الاسماء فاسمي القضية
حول معصم الحق ملتف مستقيم تراه وان كان لولبيا
محمود جميل شواهنة....