( مقاصلُ الذات )
بقلم د. هزار محمود العاطفي
إنه العمر المسجى بالدموع
وعبيرٌ غاب من خد الزهور
إنها الأيامُ تمضِ خطفةً
دون ميعادٍ بلا إذنٍ تجور
يأسنا المعلول ألآمٌ تضيم
عمقنا المخذول حسراتٍ يفور
ونسينا اليوم والماضي يقول
فوق خطِّ الحزنِ يا هذا العبور
علميني كيف أنصتّ للسحاب
والخريفُ بدا بإعلان الحضور
علميني كيف أتلو ضحكةً
والورود على غصيناتي تبور
زلزلَ الأوتاد وهمي مذُ أن
ناحت الأحلامُ من خلف السطور
واعتراني اليأسُ في ليل الدجى
فاردُ الأناتِ محفور القشور
فوق تيك الروح معقلهُ الذي
أطلقَ الزفرات يشعرُ بالسرور
ليلُ كم أضنى بجمره خافقاً
سلَّ أسيافَ الترهلِ والضمور
مِقصلٌ للذات فكرٌ شاحبٌ
عاثرُ الخطواتِ إلا للقبور
واهمُ الدمعاتِ بين محاجرٍ
خافت الأقدار تشربُ من فتور
صافحتْ وداً هواجسها التي
فَتَّحَتْ للهمِ أبواب الغرور
فاستحلَّ الروح كاشرَ نابهُ
راحتِ الأيام تلتهمُ الطيور
أصبحتْ أطلالَ غصن سحابةٍ
عندما قالوا عقيمٌ من بذور
مرت السنوات تلو سنينها
لا شمالٌ جاء لا يمناً يدور
وانتهى المشوارُ فوقَ أريكةٍ
لا أنيس ولم تعد تبصرهُ نور
هكذا حال اليؤوسِ محطمٌ
زاد من ذاك وساويسُ الشرور
فلا لأعنابِ اليماني واصلٌ
ولا هو نال من الشام التمور
............................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
3/5/2021