تبّا ً لك َ.. أيّها العالم المنافق ..!!.؟ شعر / وديع القس
وطنُ الجدود ِ جذورهُ لا تذبلُ
والحسنُ فيه ِ أصالة ٌ لا تأفل ُ *
طمعَ الغزاةُ بحسنه ِ وجماله ِ
والقلبُ فيهمْ حاقدٌ أو سافل ُ
حبكُوا خيوط َ شباكه ِ في لعبة ٍ
وتكشَّفتْ أسرارَهَا تتغربلُ
صارَ الحسابُ دموعهُ ودمائه ُ
كلٌّ يصفِّي حقده ُ لا يسأل ُ
والموتُ يجتاحُ الحدود َ برعبه ِ
والحِسُّ في صوت ِالضّمائِرْأعطلُ
هجرَ الأصيل ُ منَ الدّيارِ كتائه ٍ
لا يعلمُ ، سرَّ الجّفا ما يقتل ُ
وتسابقوا جوّاً وبرّا ً موحشَا ً
والبحرُ موتٌ لاصق ٌ لا يمهل ُ
وعلى الحدود ِ تقطّعتْ أحشائهم ْ
ورغيفُ خبز ٍ ذكرهُ لا يمثل ُ
وتعالتِ الأصواتُ تشدوْ حزنهَا
هلْ منْ ضميرٍ في كريم ٍ يسألُ ..؟
هلْ من حنين ٍ في قلوب ٍ آصلةْ
هلْ منْ دماء ٍ في قريب ٍ يخجل ُ..؟
رجعَ الصّدى والأذنُ صمّتْ حجرهَا
وتلاصقتْ عَظُمَ المآسي تثقل ُ
باعوا الضّمائرَ للغريب ِ بخِسّةٍ
والأصلُ يبقى جائعا ً يتسوّل ُ
لو كانَ في أرضِ الصّراع ِ أصالة ً
لتعانقتْ سُرَبُ الحمام ِ وتهدلُ
وتكاتفتْ بجراحِهَا وأنينها
فوقَ الصّغائر ِ ترتقيْ ـ تتبجّلُ
لكنهمْ تَبِعوا الشّرورَ وذيلهُ
وتكابروا جهلا ً بجهل ٍ يجهل ُ
وتسَابقوا للموت ِ في حبِّ العِدى
وصراخهمْ عنْ حقدِهمْ لا يُقفَلُ
كلٌّ يقولُ : بأنّني نورُ الهُدى
والفكرُ فيهمْ فاسد ٌ لا يُقبَل ُ
وصلَ الصّراخ ُ إلى الإله ِ مناديا
هلْ من دواء ٍ للضمائرْ تَرسِل ُ..؟
ماذا جنينا من خطايا كي نرى
هولَ القيامة ِ زائر ٌ لا يرحل ُ.!
حتى الطّيورَ تهجّرتْ أعشاشَها
والوردُ مطمورٌ وعشب ٌيذبل ُ
لا طائرٌ يشدو شُروقَ صباحه ِ
والصّبحُ يغدو شاحبا ً يتكحّل ُ
وطن ٌ وقدْ غرسوا الحِرابَ بصدره ِ
وتقاسمَ الدمَّ النقيَّ دواخل ُ
وترمّلتْ مَهْدِ العلوم ِتباكيا ً
وهدى الكِرام ِ تباعدتْ لا تمثلُ
والسّحرُ في عين ِ العذارى عُنِّسَتْ
والعمرُ في عزِّ الشباب ِ ، يكهل ُ .!
أينَ المفرُّ من الخليل ِ وغدرهِ
إنَّ الصّديق َ معَ العِدى يتحوَّل ُ ..؟
والشّعبُ يغدو هيكلا ً تحتَ الطُّوى
والأرضُ ثكلى والبهائِمْ ترحل ُ
وطني وقدْ جعلوكَ حقْلَ تجارب ٍ
والدمُّ في وجدانهمْ لا يخجل ُ
( والهيئةُ الكبرى ) أصمٌّ أبكمٌ
والوحشُ يأبى للصراخِ ويغفلُ*
خطفوا القرار َ من الأصول ِ بعنوة ٍ
وتسيّدَ ..جلّ الحوار ِ القاتلُ
لا يعلمُ الأمواتُ حفرَ قبورِهمْ
فالحسُّ فيهمْ غائب ٌ لا يعمل ُ.!
هذا هو الزّمن ُ الرّديء ُ بعينه ِ
يتزعّمُ العبدُ اللّئيم الأنبلُ
والموتُ أهونُ منْ ذليل ٍ عاطل ٍ
يتحكّمُ ، روحَ الأصيل ِ ويعزلُ
ماذا جنيتم ْيا ذيولا ًخانعينْ
والنّورُ لا يخفيه ِ غيم ٌ زائل ُ.؟
وطنُ الجدود ِ جذوره ُ لا تذبل ُ
والحسن ُ فيه ِ أصالة ٌ لا تأفل ُ..!!
وديع القس ـ سوريا
(البحر الكامل التام )
21/ 06 / 2021
يأفل : يغيب ـ الهيئة الكبرى : هيئة الأمم المتحدة