الثلاثاء، 8 يونيو 2021

Hiamemaloha

انا وام الزين والمدينةللشاعر علي سعيد بوزنيطة

 ■ أنا .. وأُمُّ الزَّيْن .. والْمَدِينَة ■


                          بقلمي : الشأعر علي سعيد بوزنيطة 

                                              ( تونس )

يمتدُّ خيطُ النّور قُدَّامي

تنصهر فيه أحلامي ..

تذوبُ في ضوئه أقدامي ..

تنتصبُ "أُمْ الزََيْنِ" 

حلوة العينين

تتأرجح بين غُصنين

من تينٍ وزيتون ..

خصلات شعرها الليليّ تعلو

مثل موج يتلاطمْ ،

بصخور شاطىء البحر العميق

يتصادمْ ..

وفي طرفة عين 

تغيب " أُمُّ الزَّيْن "

ويمتدّ خيط النور قدّامي ،

أُدَاسُ بالأقدامِ

في غمرة الزّحامِ ..

تنتصب أمامي

واحاتنا الخضراء

عليلة الأنسام .

أذكركِ يا قريتي

وأذكر الطُّفولَة ،

وأذكر الصّبايا

وأذكر الأُصولا ،

وعطفكِ وحبَّكِ

والمجدَ والرّجولة .


تمتزج الأنوار ،

يلفّني الحصار ،

أرتعد من وحدتي

يغلبني الدّوار،

أطرق باب علبة

خافتة الأنوار

تصفعني بشدّةٍ

شقراء في احتقارْ

أفرّ منها خائفا

لأَعْمَقِ قرارْ ،

أُنادي أُمَّ الزّين :

يا حلوة العينين !

سَرِّحِي شعرك الليليّ وَأتِينِي !

اسْدِلِي جَفْنَيْكِ هَيَّا واحْضُنِيني !

بين جفنيكِ احمليني ..

دثّريني..

دِفْؤُكِ المَشْحُونُ بالحُبِّ

يُزيلُ من حنيني ! ..

فأنا المسكونُ منذ أن هجرْتُكْ

بهواكِ وهوى النّسوان في واحات ريفي ،

غادياتٍ رائحات في الشتاء والخريفِ ،

مُنْشِدَاتٍ أعذبَ الألحان في حبِّ قُرَانَا

وأنا المفتون بالرّيف مُذْ كنتُ صغيرا

في ثنايا قريتي أحيا بأحلام العشيرة .


تَعَبٌ مُذْ جِئْتُهَا هذي المدينه ،

تَعِبٌ قلبي يحِنُّ للسَّكِينة ،

وجفوني ارهقتها دمعةٌ حَرَّى حزينه ،

وحياتي في زحامات المدينه

بعد أن كانت صفاء وجمالا ،

استحالت حُرْقَةً في القلب

ذكرى وأنينَا .

فَإِلَامَ البُعْدُ عنكِ

يا ضياءً في متاهات طريقي !

ومتى قلبي الجريحُ

يُشْفَى منْ هَمٍّ وضِيقِ ؟

وأَجِيءُ قريةً ذكرُها غَالٍ

وَرَفِيقٌ كُلَّما ضاع رفيقي ،

فَأُعِيدُ ذكرى أيَّامي الخوالي

وأَعِيشُ بين حِبٍّ وصديقِ .


                        بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة    

                                           ( تونس )

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :