بقلم الشاعرة عائدة العبدو
ملاذ الغدر
في الليالي الحالكات
أعبث بين الأوراق والذكرى
أهيأ طقوس الماضي
وأطوف فضاء الخيال
أجلب الأنوال من تحت أنقاض
الرحيل وأستعد للنسيج
تتزاحم في فكري المفردات
من أين أبدأ بغزل الأحلام المنتظرة منذ أمد
إنه طيف مرسوم بمداد من خمر الورود
يأتي إلى حجرتي كل مساء
ثم يختفي عند الغروب
بدأت برحلة غريبة
لم ترد في حكاية العاشقين
أحلق كالطيور إلى عمق سحائب بيضاء
علني أعثره بين الندى الغائم
على مزاهر الغرام
ثم أهرول في العراء
تجرحني أشواك وتهزمني ريح التخلي
تدعوني إلى اليأس والأسى
أشعر بنكبة في الصدر
وبيدي المغزل يئن
لن أدع جذوة الشوق والحنين
تبتلع آثار السراب
يعجبني السير خلف الآمال
مع وثوقي بخيبة الوجد
إلا أنني مقيد بسلسال متين
يمنعني من تحرر الأعماق
يحجزني خلف الأسلاك
أتابع الحلم وأعدو
أزور قمر قد شهد الأماسي
المغلفة بهسيس نسيم حني
أسأله إن دار بذاك التائه الغائب
عن عبق الورود
ولا يأتيني الجواب
لئلا أغوص بالخذلان
وأمزق نسيج حلم هزيل
على مقاصل الألم
فاتخذ الصمت سبيل
أقرت النجوم وباحت بصور متوالية
مشوهة من الهروب
شاهدت بأم النور اندثار قصة حبي
وشهدت الطقوس بقاموس جديد
ما هذا الانحسار القابع تحت قبة الظلام
وكيف أبقى داخل سجون القدر أين الملاذ
بعدما أدركت الغدر
تباً لذاك الطيف وذاك الحلم
أسير في ليل الصب
وعلى كتفي ثقل الذكريات
وبكفي قارورة عطر عتيق عثرتها
بين الهدايا المهداة في ربائع سنين الينوع
ويبقى الماضي الملاذ الآمن من الغدر
عائدة العبدو / سورية