الأربعاء، 16 يونيو 2021

Hiamemaloha

ملاذ الغدر للشاعرة عائدة العبدو

بقلم الشاعرة عائدة العبدو

ملاذ الغدر 


في الليالي الحالكات 

أعبث بين الأوراق والذكرى

أهيأ طقوس الماضي 

وأطوف فضاء الخيال 

أجلب الأنوال من تحت أنقاض 

الرحيل وأستعد للنسيج 

تتزاحم في فكري المفردات

من أين أبدأ بغزل الأحلام المنتظرة منذ أمد 

 إنه طيف مرسوم بمداد من خمر الورود 

يأتي إلى حجرتي كل مساء

ثم يختفي عند الغروب

بدأت برحلة غريبة 

لم ترد في حكاية العاشقين 

أحلق كالطيور إلى عمق سحائب بيضاء 

علني أعثره بين الندى الغائم 

على مزاهر الغرام 

ثم أهرول في العراء 

تجرحني أشواك وتهزمني ريح التخلي

تدعوني إلى اليأس والأسى

أشعر بنكبة في الصدر

وبيدي المغزل يئن 

لن أدع جذوة الشوق والحنين 

تبتلع آثار السراب 

يعجبني السير خلف الآمال 

مع وثوقي بخيبة الوجد 

إلا أنني مقيد بسلسال متين 

يمنعني من تحرر الأعماق 

يحجزني  خلف الأسلاك 

أتابع الحلم وأعدو  

أزور قمر قد شهد الأماسي 

المغلفة بهسيس نسيم حني 

أسأله إن دار بذاك التائه الغائب 

عن عبق الورود 

 ولا يأتيني الجواب 

لئلا أغوص بالخذلان 

وأمزق نسيج حلم هزيل  

على مقاصل الألم 

فاتخذ الصمت سبيل

أقرت النجوم وباحت بصور متوالية 

مشوهة من الهروب 

شاهدت بأم النور اندثار قصة حبي  

وشهدت الطقوس بقاموس جديد

ما هذا الانحسار القابع تحت قبة الظلام

وكيف أبقى داخل سجون القدر أين الملاذ 

بعدما أدركت الغدر 

تباً لذاك الطيف وذاك الحلم

أسير في ليل الصب 

وعلى كتفي ثقل الذكريات

وبكفي قارورة عطر عتيق عثرتها

بين الهدايا المهداة في ربائع سنين الينوع 

ويبقى الماضي الملاذ الآمن من الغدر


عائدة العبدو / سورية

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :