أميــــر الحــــب
شـعـر : سعـيـد تــايــــه (البخرالكامل) عمان في 8/4/2021
يَــا مَــنْ وَهَبْتُــكِ مُهْجَـتِي وَشَبَابِـي وَجَعَـلْـتُ مِـنْــكِ مَليكَــةَ الأحْبَــابِ
قَــدْ كَــانَ طَيْفُـكِ يَسْتحِـثُّ قَـريحَتِـي لأَصُـوغَ فيـــكِ فَـرائِـــدَ الأطيَــابِ
لَمَّـــا أتَـانِـــي زَائِـــراً فــي رَقْــدَتِـي في هَجْعَـتِي في اللَّيْلِ يَطْرُقُ بَابِي
سَـطَّــرْتُ فيـــكِ قَصَائِــــدَاً مَرْمُوقـةً وَنَثَرْتُ عِـطْرَكِ فـي سُطُورِ كِتَابِي
وَسَكَبْـتُ فيـكِ رَحيــقَ كـُلِّ مَشَاعِرِي وَرَوْيْتُــهُ بِـــزُلالِ مَـــاءِ شَبَــابِــي
وَأهُـــزُّ أقــلامِـي وَمَـــاءَ مَحَـابِـــرِي لِتُسَـطِّـرَ الآهَــاتِ مِـنْ أوْصَـابِــي
وَيَزِيـــدُ فــي جُـنــْحِ الـظَّــلامِ تَأوّهِي وَيَطُولُ مِـنْ ظُلْــمِ البِعَـادِ عَـذابِي
أظْهَـرْتِ لِـي حُبَّـــاً يَـرَقْـرَقُ بالجَـوَى فـيــهِ الصَّـبَـابَـــة جَـمَّــةُ الأسبَابِ
قـــد قُـلْــتِ إنَّــكِ تَشْتَهـيـــنَ مَحَـبَّـتــي وَصَبَـابَتِي دَوْمــاً بِغَـيْـــرِ حِسـابِ
شَـاركْتِـنِـي حُلُمـي فَكـنْـــتِ قَصيــدَتي وَكَتَـبْـتُ فيــكِ مُشَبُّبَـــاً بِتَصَـابــي
عَـزَّزْتِ فــيَّ مَطامِحِـي نَحـــوَ العُـــلا وَبُلُـوغِ أعلى المجْـدِ فَـوْقَ سَحـابِ
وَلِــذَا عَـزَمْـتُ بــِأنْ نَكُــونَ لِبَعْضِنَـا نَحيـا مَعَـاً دَوْمَـاً عَـلَـى الأحقَـــابِ
فَبَعَثْـتُ مِـنْ شَـوْقِي إلَيْـكَ رِسَالَــــةً كَيْ نَلْتَقِي في الحَال فـي مِحْرابي
طــالَ انتِظــارِي مَا اسْتَلَمْتُ جَـوابَهَـا يَمحُـو الظُّنُـونَ وَريبَــةَ المُرْتــابِ
فاجْتَاحَنِي الوِسْوَاسُ يُثْقِــلُ خَـافِـقِـي وَكَأنَّـنِـي أدُبُّ فـــي سِـــردابِ
لِــمَ لَــمْ يَـرِدْنِــي مــا يُطَمْئِــنُ خاطِـري وتَرَكْتِني وَحــدِي بِنَـــارِ عَــذابـي
مــاذا جَــــرَى حَـتّــى تَغَـيَّــرَ حَالُكُـــمْ وَتَرَكْتِنـي فــي بلْقَـــعٍ بِخَـــــرابِ
هَـــلْ كـــانَ حُبُّـــكِ زَائِفَـــا مُتَلـَوِّنَــــاً كَتَـلَـوُّنِ الحِرْبَـــاءِ خَلْــفَ حِجَــابِ
أنا مَا شَهِدْتُّ سِـوَى الأذى مِنْ مُغْـرَمٍ فَتَـــنَ الفُـــؤَادَ بِحُسْنِـــهِ الغَـــلابِ
يَـا لَيْـتَـمَـا عَـرَفَ الهَـوَى مِـنْ أصْلِــهِ كانَ الهَـوَى وَهْمَاً وَمَحْضَ سَرَابِ
راحَـــتْ تُعَــلِّـلُ فِعْلَـهَـــا بِتَفَــــاهَـــــةٍ كـانَ العِـــذَار لأتْـفَــــهِ الأسْـبَـــابِ
فَحبـائِـــلُ الشَّيْطَـــانِ فيهَــا أنْشِبَـــتْ أنْيَــابَـهَـــا وَبِـأشْـــرِسِ الأنيَــــابِ
أخَـــذَتْ تَصَعِّــــرُ خَــدَّهــــا بِـتَنَـمُّـــرٍ بِعِنَـادِهَــا تَمْضِي بِـغَـيْـرِ صَــوابِ
يَـا مَـنْ غَـــرَرْتِ بِمُهْجَتِـي وَلُبَــابِــي لَمَّـا وَفَعْـتُ أسـيـرَ كُـــلِّ رِغَــابِـي
إنِّـي خُـدِعْـــتُ وَأنْـتِ كُنْتِ مُخَادِعي تَسْتَمْرِئـيـنَ تَـوَجُّعِـي وَغِضَـــابِي
فلْتَعْلَمِــي أنِّــــي لَـــــدَيَّ بَـــدائِـــــلٌ رَبَّـــاتُ حُسْـــنٍ فَـائِــــقٍ خَــــلاَّبِ
أوَمَا دَرَيْتِ بَأنَّ خَرائِـــداً مَرْموقَـــةً قــدْ جِئْـنَ فـي وَلَــهٍ إلَــى أعتَابِـي
فلْتَذْهَـبِـي مِـنْ حيـثُ شِئْــتِ لأنَّـنِـي قـدْ عِفْـتُ كُـلَّ تَصُــرُّفٍ بِضَبَــابِ
مَـا عَــادَ ذِكْـرُكِ يَسْتَبِـــذُ بِخَاطِـــرِي مـا عَـادَ يُذْكَـرُ حينَ ذِكْـرِ صِحَابِي
فَلَقَدْ مَحَوْتُـك مِـنْ سُطُـورِ دفَـاتــِري وَمَحَوْتُ رَسْمَكِ مِـنْ مُتُونِ كِتابي
لا تَحْسَبِــي أنِّـــي بِـدُونِـــك خَـاسِــرٌ أنْـتِ الَّـتِي خَسِـرَتْ عُـلُـوَّ رِكَابِـي
فَـأنـــا أميـــرُ الحُـبِّ غَـيْــرُ مُنــازَعٍ لِـي فيــهِ سَـبْـقٌ مُنْذُ فَجْـرِ شَبَابِي
قـدْ عُــدْتُّ للصَّحْـبِ الَّذيــنَ أحبُّهُــمْ مـا أجمَلَ الـدُّنْيَـا مَـعَ الأصْحَـــابِ
شـعـر : سـعـيـد تـايــه
عمان _ الأردن 8/4/2021