دموعُ الشّوق 29
رحيلُ الغيوم
بقلم د. بسام سعيد
ذوت الهممُ
وذبلت الأغصان الفارعة
وضمُرَ السّنديان
والنّخلُ ذاتُ الأكمام
والرمّانِ
والبرتقال والليمون
والصبّار
وأصبحت الرّوابي الخضراء
مهاداً ووهاداً غائرة شاحبة اللّونِ
صار التوقُ حُلماً نادراً
وجفَّ مدادُ الوصلِ
وترمّلَ الوجدُ
إذ أعلن العشقُ موتهُ المؤكّدِ
على خشبة الخلاصِ الأبديّ
أضحى اليباسُ سمةَ العصرِ
وانقطاعِ الجداولِ السريّة
بماء الحبِّ المعتّق
بسلافةِ كرمة كنعان المباركة
علامةَ النّهاية الكبرى
وقرب القدومِ المهيبِ لسيّدنا الكلمة
لمعجزة الخلاص المنشودِ
في بلاد الحزن والجوعِ
والوجع وآلام اللّيلِ والنّهارِ
***
تبّاً لغروب الشّمسِ
لأفول قمرِ الدّجى
وسهوة الكرى إذا اللّيلُ سجى
وانحباسِ القطرِ
ورحيل الغيومِ إلى ما وراء البحار
أملاً بالولادة الجديدة
والسّلام المنشود
أيّتُها السّموات العُلا
ثمّةَ من يرفعُ أكفَّ الضّراعة
طمعاً في سقيا تُنبتُ السّنابلَ
وتوقظُ الورودَ الذّابلة
لتحيا من جديدٍ
وتنثر عبيرها المستطاب
إيذاناً وبشرى
بغدٍ آتٍ يزفُّ البشرى
بميلادِ عهدٍ جديد
على الأرضِ المباركة الطّهور
د. بسّام سعيد