عودي
بقلم الشاعر علي أحمد أبو رفيع
عودي يا زهرة البيداء عودي
وأدركيني بنفحة الحب والحنين
تهاوت على العذارى ما شاءت
والقلب أطبق عليكِ بالعرينِ
فما استطاعوا من أمري شيئاً
وقد احتميتُ بالغرام الحصينِ
ودارت بي الأيام في كل الدروبِ
وأنا بلقاءِ عينيكِ على يقينِ
وقلوبٌ أغلقت أبواب للهوى الباقي
لتفتح بابا فانياً للمالِ والبنينِ
وأصوات الحب تحشرجت
وعلا صوت الأنا كحماقةِ المدينِ
وأمطرت سماء الحقدِ بغياً وبهتاناً
ولم يتحصنوا بالحب الأمينِ
وتعثرت الأقدام وعبثت الوجوه
وما من حافظٍ للعذابِ المهينِ
تضرعتُ لرب الهوى يحميني
وعلى البعد كان نِعم المعينِ
وليتني عباءةٌ في البينِ تحميكِ
وطير يظلُ سماكِ فوق الجبينِ
فأنتِ أنْسِي وبأسي حينما
أشقى وأفرح بحب كلهوِ الجنينِ
خلقتِ بين الزهور لتؤنسي
هائماً بصحراء الدنيا من سنينِ
فمُدي يديكِ ومزقي القيد الذي
أدمى قدمي وفؤادي والشرايينِ
وزفي بقطراتِ الندى ترويني
وبالرحيق أخمدي النار والأنينِ
زهرتي مِيلِي افرحي لا تيأسي
وافتحي خزائن القلبِ
بالحب الدفينِ
::
بقلم : علي أحمد أبورفيع