عشرون عاماً رهْنُ حُبِّكَ
بقلم الشاعر أبو نعيم الشعبي
ناحَ الحَمـامُ على غُصُونِ البَـانِ
فأثـارَ فِيَّ كَـوامِــنَ الأشْجــانِ
واسْتَيْقَظَ الوَجْدُ السَّخِينُ بِمُهْجَةٍ
بَدَأَتْ تَـرِفُّ سَريعَـةَ الخَفَقـانِ
وإذا بِرَعْدِ الشَّـوْقِ يَرْعَشُ مُقْلَتي
فَغَدَتْ تفيضُ بمـائِـهـا الهَـتَّـانِ
يا لَلْحَنينِ ! ويا لَها مِنْ لَـوْعَــةٍ
بَينَ الضُّلُــوعِ تَشُـبُّ كالنِّـيْرانِ
مَنْ ذا يُطَفِّئُها وليسَ بِمُسْعِـفٍ
مـاءُ الـوِئـامِ ولَمْسَـةُ التَّحْنـانِ
يا لَلْمُحِبِّ ويا لَـهُ مِـنْ عاشِـقٍ
لا تَسْتَقـيـمُ لَـهُ سِوى الأحـزانِ !
مَنْ ذا يُهَدْهِدُهُ وليْسَ بِمُمْكِـنٍ
مِنْهُ السُّـلُـوُّ وغَفْـلَـةُ النِّسْيـانِ
وطَنِي عَشِقْتُكَ كالحَياةِ ولَمْ أَذُقْ
مِنْ حِضْنِكَ الحاني سِوى الحِرْمانِ
عشْرُونَ عاماً رَهْنُ حُبِّكَ والهوى
( يَجْري مِنَ الشِّـرْيانِ للشِّرْيانِ )
عشْرُونَ عاماً في رِضائكَ أقْتَفي
أثَـرَ الوَفـاءِ وواجِـبَ الإحسانِ
عشْرُونَ عاماً كُنْتَ نَبْضَ قَصِيْدَتي
ومِدادُها قَدْ كانَ مِنْ أجْفـاني
أوْدَعْتُ فيكَ صَبابَتي وطُفولَتي
وهَرَقْتُ مـاءَ شَبـابِيَ المُتَفـاني
وحَفِظْتُ حُبَّكَ في دَمي وأضَعْتَني
بَيْنَ الشَّـقـاوَةِ دونَـمـا حسْبـانِ
أغْفو على تَرَحِ العَنـاءِ وأسْتَفيقُـ
ــ عَلى الأسى ومَشَقَّةِ الأحـزانِ
ويَبِيتُ يَنْعَـمُ في ظِلالِكَ عابِثٌ
عَبَـثَـتْ يَداهُ بِحُسْـنِـكَ الفَـتَّـانِ
ماذا أقولُ وفي الفُؤادِ تَسـاؤُلٌ
وجَـوابُــهُ مُتَلَـعْـثِـمٌ بِلِـسـانـي
هلْ يَسْتَوي الصَّبُّ المُطيعُ ومُبْغِضٌ
لَكَ مَوْطِني في مُنْتَهى العِصيانِ ؟!
_________________
شِعْر: أبو نعيم الشعبي