الزهرة النازفة
بقلم ااشاعر أبو عمر
كان الآسى يفتك في العيون...
والدمع يحترق
على شطآن الجفون...
وهي تروي
جراحاً نازفات في عمرها
وما فعلته من غدر
فيها السنون...
يعتليها الصمت حيناً
لعبور آلاف الحرائق في دماها
وغصة حرّى
تفلّتت من قيد الوجع المدفون...
في أقصى الحنايا والجوارح
والقلب المطعون...
ما كان يؤلمها كثيراً
أنّ الخناجر
التي غدرت بها
جاءت من الجانب المأمون...
ممن تراهم دائماً
حضن ربيعها
وحُماة حلمها المكنون...
ثم تتابع حديثها الدامي
بلهفةٍ
كمن رأى الشمس
وهو في غياهب السجون...
سأبوح بكل شيء
فأنا على شفا التفجر والتفحم
أو على وشك الجنون...
خطأي
أني كنت دائماً كالأم
الصدر والقلب الحنون...
وقلتُ طيبون...
وسيأتي يوماً
فيه يشعرون..
لكنها يا حسرتي بقيت ظنون...
إنّ الذئب يا سيدتي
لن يهدل كالحمامة
والأفعى لن تزقزق كالعصفور
أو أنّ الظلام
ضياء مرة سيكون...
فمن البشر يا ملهمتي
من يخال نفسه
فوق الناس إلهاً
كالفرعون...
لذا أرجوكِ
حطمي القهر والأغلال
ولا تقفي كالمسجون...
وتحرري
وقولي كما أريد أنا
سأكون...
وليفعلوا ما يفعلون...
يا إلهي
ماذا أقول أمام مأساة
كالليل الغارق في عينيها
بهدوء وسكون...
والمغسول طهراً بندى الزهور
وعبير الزيزفون...
فكم وددتُ مسح جراحها
بلحظةٍ
لكن الأماني لم تكن يوماً
كما نريد تكون...
بقلمي
أبوعمر