((( حِذائِي )))
بقلم الشاعر مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري
صارَ حِذائي خَلَقاً ، فَلَمْ يَعُدْ
يَنْفَعْ غِراً مَعْهُ ولا تَخْيِيطُ!
ما أَكَلَ الدَّهْرُ عَليهِ فاهْتَرَى
بَلْ في انتعالهِ بَدا تَفريطُ!
ذَبَحتُهُ عندَ مكانٍ وَعِرٍ
عَذَّبَهُ في دَمِهِ التَّشْحِيطُ
حَنَّطتُهُ فَازْدادَ اهْتِراؤُهُ
فليسَ مَعْهُ يَنفعُ التَّحنِيطُ
حَرَّقْتُهُ ثُمَّ دَفَنتُهُ رَما
داً -أنا- كي لا يُبتغى التَّوريطُ
يا ليتَ سِروالي دَفنتُ ، بِدْلَهُ!
بِالِاحتِذاءِ يُمنعُ التَّشريطُ
إنْ حافياً أَمْشِ ، تَعَثَّرْ قَدَمي
وعارياً ، قد يُتَّقى التَّسميطُ
النَّعلُ تحتَ الرِّجْلِ مَدعوسٌ بِلا
شَكوى ، وبِانْتعالِهِ ، مُبْسُوطُ!
إنِّي لَنادِمٌ على جَريمَتِي
أبْكي ، ففِي اﻷمرِ طغى التَّخليطُ
أُصِيبُ في اﻷمرِ وأُخْطي ، ولَكَمْ
يُشاعُ عَنِّي كَلِمٌ مَغْلوطُ!
إذاً سأمشي حافياً في عَودتي
ولو يُقالُ: العاثِرُ المَكشُوطُ
لولا حَيائي لَاكْتسَبتُ لِلدُّنَى
هلْ يَستوي الشَّريفُ والشَّرمُوطُ؟!
إنِّي أُحِبُّ في الحلالِ امْرأَةً
وكَمْ إِلَيَّ يُشْتَهى القُرمُوطُ!
لَعَمرِكُمْ إنِّي بِدِينِي مُغْتَنٍ
وإنَّ كُلَّ ذِي غِنًى مَغْبُوطُ
(البحر الرجز)
خَلَقٌ: خَرِقٌ، بالٍ، مُهترئٌ.
تشحيط: مصدر ﺷَﺤَّﻂَ: ﺷَﺤَّﻂَ ﺍﻟﻘَﺘِﻴﻞَ ﻓِﻲ ﺩَﻣِﻪِ : ﺟَﻌَﻠَﻪُ ﻳَﻀْﻄَﺮِﺏُ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻳَﺘَﺨَﺒَّﻂ.
تشريط: مصدر شَرَّطَ: التَّمزُّقُ في الجلد وغيره.
ﺗَﺴﻤﻴﻂ : ﻣﺼﺪﺭ ﺳَﻤَّﻂَ: ﺍِﻟْﺘِﻬَﺎﺏٌ ﻓِﻲ ﺃَﺻْﻞِ ﺑَﺎﻃِﻦِ ﺍﻟﻔَﺨِﺬَﻳْﻦ.
ﺍﻟﺘﺨْﻠِﻴﻂُ ﻓﻲ ﺍﻷَﻣْﺮِ : ﺍﻹِﻓْﺴﺎﺩُ ﻓﻴﻪ.
بِدْلَهُ: بَدَلَهُ، بديلا عنه؛ أي مكانه.
الشّرموط: الزّاني العاهر.
إﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺷﺮﻣﻮﻃﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ( :Hebrew שרמוטה ) ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻔﻆ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ (כלבה ) ﻭﺍﻟﻌﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻛﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﻳﻀًﺎ. ﻭ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻫﻲ (זונה ) ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﻠﻔﻆ ﺯﻳﻨِﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺰﻧﻲ ( לזנות ) ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺃﻱ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺁﺭﺍﻣﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺛﻢ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﺍﻟﻘُﺮﻣُﻮﻁ : ﺍﻷَﺣﻤﺮُ ﻣﻦ ﺛﻤﺮ ﺍﻟﻐَﻀَﻰ، ﻛﺎﻟﺮُّﻣﺎﻥ ﻳُﺸَﺒَّﻪُ ﺑﻪ ﺍﻟﺜَّﺪﻱ.
مغبوط: محسود.
الشّاعر مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري