لص في قصر العشق **
بقلم الشاعرة عائدة العبدو
في منتصف الحلم الوردي
والتحليق إلى أعالي السماء
تسلل شبح التخلي من منافذ الخذل
إلى عرش قصر العشق المقدس
المشيد من نبض الكلمات
المزخرف بالهمس الحني
روحي تئن في مشهد حزين
ثمة لص يقترب من خزائن الوداد
يكسر بقلبه الأقفال
ينشل الحلم من صندوق كنز المنى
ويناثر المحتوى في العراء
يتربص بالمقل الخضراوين
يبدل خضرة السنوات بدمس الليل
ويقتلع شفاه الورود من حدائق الانتظار
لقد تحول الرحيق إلى دخان الاختناق
أسارع لالتقاط ما تبقى
من صفحات الحب العتيقة
ولملمة حروف أبجدية الهوى
لئلا تهوي في آبار النسيان
أدنو من مرآتي والدمعة محبوسة
تأبى السقوط على أثواب الآمال
لئلا يبتل صدر الحنين بملح بحر النهايات
تعكسني من بين الصدوع
جراح رسمَتها ريشة القدر
المغموسة في محبرة الأنات
مازلت أقاوم عجزي
عن اللحاق والقبض على سارق العمر الخذيل
لكني أسقط في حفرة الانهزام
أعيد الكرة والنهوض
وأجدني في دائرة الاحتراق بلهيب الأشواق
والحنين جذوة تجتث سروري وتهديني الرماد
ماذا عساي أن أفعل وسط عواصف البعد
وهدير الرحيل المدوي في القصر الصامت
والصدى يخترق قيثارة ترانيم الحنان
وانا مجردة من مظلة حر الغرام
من سيف يبتر أشرعة الرحيل
ويمزق خرائط مسافات الوهم
أراني أغرق في بحيرة الأنياب
وبقربي تنتصب مقصلة الأمنيات
قررت الهروب من ذاك الردى
والعودة لأحضان الذكريات
تقيني من شرور نهب الأحلام
أليل ليلي برفقة قمر المساء
يدعوني إلى رحلة حالمة
في فلك صافي صديق
أحوز القبل العتيقة
أحملها في صدر فؤادي
وأدور في رحاب الماضي بابتسام
وفي كفي باقة الورود الحمراء
بلفيف شريط الأمل الأخضر
عائدة العبدو / سورية