الْحُبُّ شَيطَانٌ..
بقلم الشاعر مصباح الدين صلاح الدين
طَهَّرتُ فِي بَحرِ الْهَوَى أَحلاَمِي
وَلَقِيتُ فِي سَيلِ اللِّقَاءِ سَلاَمِي
وَحَضَرتُ مَائِدَةَ الْغَرَامِ فَلَم أَجِد
إِلاَّ كُؤُوسًا حُلوَةَ الْأَكمَامِ
وَلَمَستُ أَوتَارَ الْجَنَانِ وَلَم تُفِض
إِلاَّ خَيَالاَتٍ تُبِيدُ ظَلاَمِي
فَتَمَوَّجَت كَالْمَوجِ فِي رُوحِي الَّتِي
ذَبُلَت مِنَ الْأَحلاَمِ وَالْآلاَمِ
نَسَخَت مَشَاعِرِيَ الْمَشَاعِرَ قَبلَهَا
وَلَسَوفَ تَنسَخُ مَا ٱنطَوَت أَيَّامِي
أَبكِي عَلَى الأَشوَاقِ مُنهَمِرًا، فَمَن
يَبكِي الْهَوَى بَعدِي بِقَلبٍ دَامِ؟
الْحُبُّ شَيطَانٌ، وَمِن أَبنَائِهِ
مَن تَاهَ فِي الْإِيهَامِ وَالْأَوهَامِ
وَالْحُبُّ –وَيلَ الْحُبِّ– مِن آيَاتِهِ
أَن يُدخِلَ الْعُشَّاقَ فِي الْأَسقَامِ
ضَحَّيتُ شَاةَ الْإِشتِيَاقِ لِغَادَةٍ
هِيَ مَن يَمُجُّ جَمَالُهَا إِلهَامِي
ضَبَطَ الْعَوَالِمُ وَقتَـهَا فِي عَينِهَا
لِلْوَحيِ، لِلْإِعلاَمِ، لِلْإِنعَامِ
عَينٌ تَهَلَّلَ فَجرُهَا بِمَلاَحَةٍ
تَأتِي الثَّرَى بِغَرَائِبِ الْأَنغَامِ
فِي الْعَينِ سِحرٌ رَائِعٌ وَخِتَامُهُ
كَالْمِسكِ، كَالْأَطعَامِ، كَالنَّسَّامِ
فِيهَا تَلاَقَى عَنبَرٌ وَطَلاَوَةٌ
حَتَّى أَخَالَ التُّربَ شِيبَ بِـخَامِ
فِيهَا تَجَمَّعَ مَا تَفَرَّقَ فِي الْوَرَى
حَتَّى الَّذِي ضَمِنَت سُنُونُ كَلاَمِي
جَمَعَ الذَّلاَقَةَ وَالطَّلاَقَةَ وَالسَّنَا
خُلُقٌ لَهَا فِي يَمِّهَا الْمُتَرَامِي
ٱستَيقَظَ الدُّنيَا بِجَنَّةِ أَيكِهَا
وَ خَبَا بِهَيكَلِ حُسنِهَا إِظلاَمِي
إِن كُنتَ لَم تَرَهَا فَقَد شَاهَدتَهَا
بِعُيُونِ بَرقٍ فِي السَّمَاءِ السَّامِي
أَ رَأَيتَ أَعجَبَ حَالَةٍ مِن حَالِهَا؟!
تَمشِي، وَتَحسَبُهَا بِغَيرِ نِظَامِ
شعر:
مصباح الدين
صلاح الدين
أديبايو
نمير الشعر