الجمعة، 3 سبتمبر 2021

Hiamemaloha

الشقة رقم 8 للأديب جمال عتو

 الشقة رقم 8

جمال عتو


يثيرني بكاء أحدهم الصامت، فالحياة لا تستحق عناء العويل.

لم أسمع صياح العمة العجوز صباحا بالزقاق القديم، ربما التقت الملائكة في حبور.

سألتني ابنتي : هل الله في السماء؟  أجبتها : إنه قريب من كل جميل.

أسر لي فقير يوما بأن قلبه يسع العالم، فأوصيته بالاستمتاع قبل أن يزاحمه المال.

ينتقل الرجل من حضن امرأة أنجبته إلى حضن امرأة تنجب له ، الرجل طفل لايكبر أبدا.

كم قتلت من بطل في قصصي القديمة، موتهم بطريقة درامية تنعشني ، ألست قاتلا ساديا بسلاح القلم؟

قيل لي أن البحر منزعج كثيرا هذه الأيام ، تأكدت أن البحر شاعر كبير يهوى الوحدة والسمر.

للعملاق همينغواي ثلاثة وأربعون نهاية مختلفة لروايته : "وداعاً للسلاح" ، كان يتنفس الكتابة في صمت، وأحدنا يتنفس الكبت في جهر .

كانت عمتي تروي قصصا طويلة مرعبة عميقة من خيال، لم تكن تعوزها سوى الكتابة.

عندما كان يرسلني معلمي لجلب الطباشير من الإدارة كنت أمشي الهوينا متبخترا كممثل الأمم المتحدة.

مازلت أتوجس من أكل طيحال خروف العيد، أخاف أن يسود وجهي فأبدو أمام الآخرين مخيفا.

الشقة رقم 8 ، تشعرني بالاكتئاب ، تشير الساعة إلى التاسعة صباحا ، سأنام بدون حلم .

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :