حكاية حِذاء
بقلم الشاعرة فضيلة ملهاق
قيل له: امْشِ يا ابن الـْ (..)!
.. مع القطيع! وإلّا بالحِذاءْ!
هذا مَقامُ سيّدِ البلاط
لِفمهِ الزّكِيِّ الشَّرابُ والشّواءْ
هل يعْرفُ أمثالُكَ السِّماطْ؟
مَصْمَصَ النَّمْلاتْ
اشْتاقَ الفُتاتْ..
قَطَع َفي ذُلِّه الأشْواط
ترهّل جسَدُه من أثَرِ السّياط
انْفجرتْ شفَتاهُ بالدُّعاء:
تفتَّقَتْ أحْشائي ..
الغيْثُ يا رَحمانْ!
تقطّعت أشْلائي..
يا ربَّ العبااااد !
طُرفة عَيْنٍ .. وظهرَ البيَانْ..
انْخَسَفَ الجلّادْ
انْتَكَسَ حُماتُهُ.. تشقَّقَتْ قُصورُهُ
تهاوَت الأوْتادْ..
تفرَّقَ نُدماؤُه.. تنكّر أحبابُهُ..
.. افتتحوا المَزادْ
من فتكَ الخزائن..
..من غيَّرَ الرُّسوم..
من سَلَتَ الكُرومْ..
وظَلَّ السَّوْطُ عالقًا ..
في مكانِه المَعْلومْ
ليس له مُساوِم
من ذا به مَهموم!
ارْتَحَلَ المجْلودُ بحُرقة المَكْلوم
عانَقَهُ .. وباسَهُ..
بكا بكاءً حارقًا يُفتِّتُ الأكباد
هَبّتْ (سَكينة) فرَحًا
تُضَمّدُ الجِراحْ:
أخيرا، انْقَشَعَ السَّوادْ!
الغولُ راحْ!
تنفَّس وجَعُهُ .. بالكادْ
قالَ بقلْبٍ خاشعٍ:
بَطَلُنا ما عادْ!
راحَ الزّعيمُ النّابغة..
يا وَيْحنا! يا ورْطةَ العِبادْ!
انْتَفَضتْ حائرةً:
دُعاؤُكَ مُجاب!
تظنُّها أغلاطْ؟
انْهمَرت دُموعُه وقال:
وا أسفاه! لو عَهْدُهُ يُعادْ!
يشتاقُ جِلدي يدَهُ
ترتّقَ من بعدِه .. وساءْ
صرختْ صُراخَ التائه: أجادْ!؟
لم يكُن حِنَّاءْ!
ذاك جَلْدٌ، هادِرٌ، نطّاط!
يا وَكْسَتي! يا خيْبتي!
أتُدْمِنُ السِّياطْ؟!
كلمات/فضيلة ملهاق
السبت04/09/2021