قصيدة شتوية .
بقلم الكاتب جمال عتو
كنت أعلم منذ اللحظة الأولى أن ركوبي صهوة الزمن كأرجوحة الصبا ، مازلت أداعب طفلا لم يكبر في ، أنت قصيدة شتوية دافئة تستجدي بياض الثلج كالقطن ، ذاك القطن الذي نسجت به أمي معطفا في شهر وبضعة أيام ، ارتديته فرحا ذات صباح ممطر ، شممت فيه رائحة كفها المخضب بالحناء والحب أيضا ، طفلا بقيت بين كف أمي وقلبك الموشوم صفاء ، لم أكبر قط وقد غزا البياض ذقني كبياض الثلج وقطن أمي ، أعشق البياض لون الحب ، والثلج ، والقطن ، والشيب ، والكفن .
خذوا حاضري وماهو آت واتركوا لي ما ولى حيث كف أمي ، والوداع المؤجل ، والوقوف على حافة الانتظار ، وذقن طفل به بقية خبز محلى بزيت وسكر ، ووطن جميل .
أنت قصيدة شتوية دافئة تستجدي طفولتي حيث بياض الصراخ والركض ، وأنت قصيدة قوافيها تخترق الزمان حيث أنا ، ذلك الطفل المتيم بالبياض والمتمرد عن الألوان ، كذلك كنت ، وهو أنا اليوم السائر قدما نحو البياض حيث الكف والحب .
جمال عتو .