بقلم إدريس العمراني
لا تحسبن من يهوى سعيد بعشقه
إنما العشق سهد وجراح و هيام
غيره ينام طول الليل مستلد بنومه
و هو على وسادة الشوك كيف ينام?
جريح الفؤاد مهموم طول يومه
يكابد حر الشوق لا يحلو له مقام
عديم الوصال سجين بين الآه و الآه
مختل مجنون فهل مثله يلام?
قد ينجو مريض الجسم من علته
و مصاب القلب تلازمه بلوى و أسقام
للعاشق نبض يكشف ما بداخله
و آهات حرقتها بصدره الأيام
حمى الصبابة في نار الحنين ترميه
لم تترك في جسمه ما تبتزه الآلام
بين احضان الفصول تنمو تنهيداته
يتشابه في أرصفتها الضوء و الظلام
تراه بين القوافي يشكو لواعج حبه
فلا الشعر ينصفه و لا النظم والكلام
بين الواقع و الخيال عالم يحتويه
نصف العمر شوق و النصف تأكله الأحلام
عجبت لحال عاشق يتلذذ بجراحه
وحيدا يكابد سموم الهجر و الهيام
ستائر الليل تخفى الدمع. من مآقيه
فاقع اللون عاشق متمرد أدمته السهام
لا رائحة لا لون لا عطر لا طعم يشتهيه
سماء ليله عاقر لا شيء يوحي بالإلهام
لا شيء فوق الأرض يريده و يستهويه
سوى رضى الخليل و وصل على الدوام
إدريس العمراني