((سجينة...رغم البراءة))
بقلم الشاعر لطفي الستي
انطفأت الأنوار...و أسدل الستار
عتمة... ظلمة في وضح النهار...
دفعت داخل سجن...غصبا...دون اختيار
صاحت:
أنا بريئة....
لم أسرق...لم أقتل...لم أعاشر الأشرار
كنت محبة للحياة...أنعم بكل لحظاتها...
ما فكرت في القصور...في الجاه...في ماليس لي
في القفز على الأحداث...على التاريخ و الأسوار
راضية بنكساتي...بهزائمي أمام الإنتصار...
أحلامي بسيطة ...لا تستحق العناء والانتظار...
صاح السجان حانقا:
اصمتي يا بريئة...ألا تؤمنين بالأقدار....؟
أينفع في ما أفسده الدهر الترياق والعقار...
ألا تعلمين أن لعبة القدر...بلا قانون
أشبه بألعاب الصبية الصغار....
عسيرة....طويلة كلحظات الإحتضار...
أن الطريق الوردي محفوف بالأخطار...
وأن الزهر و إن ينع فمصيره الذبول و الإصفرار
أن الأماني قد تتحطم فجأة على الأحجار
فلا تسألي عن سجنك...
عن سجانك...
عن أرجوحة لا تأمن منها الصعود والإنحدار....
بلل الدمع وثيقة البراءة عندها....
وفرت من عندي القوافي والأشعار
فأوصيت السجان بها خيرا...
لعلي ألقاها يوما ...حرة...شامخة...
ممسكة بما تبقى من براءتها
رغم ظلم القدر وقسوة الإختبار
بقلمي:لطفي الستي/تونس
18/02/2021