الموت والحب
بقلم الشاعر محمد أبو رزق
بين براثين الفراغ الفظيع
والروح يمسكها خيط رفيع
تتماوج آخر الصور في خيالي
وهلوسات تخترقني دون أن تبالي
والنفس ينازعها شبح الزوال
جسد متيبس بارد مثل الصقيع
حشرجات تعربد في الأوصال
والقلب حجر مرمي في الأدغال
غيض الدمع وجفت قطرات النجيع
ميئوسا مني أصارع بقية حياة
منسيا والأسى بلغ اللهاة
مهملا منفردا عن القطيع
لا الليل ليلي ولا الفجر إشراق
يبتلعني الحزن حدّ الإغراق
يرميني الصبح ويتلقفني الهزيع
تضحك الدنيا فترتعش آهات حزني
يبتسم الفجر فيسفر عن شحوب لوني
والمساء سيف يؤلمني ضربه الوجيع
فراغ مهول ممتد على طول المدى
مشاعر ميتتة ما لها حس أو صدى
ومرابعي جرداء جافاها فصل الربيع
وفي لحظة وأنا على أهبة الوداع
لاح الحب في سمائي وله شعاع
أنعش روحي داعبني بكفه الرقيق
سرى الدم في جسدي المهيض
نبضٌ جديد وحب وإشراق يفيض
والهوى لامسني بسحره الأنيق
أنا الميت الفاني أحياني الحب
أزهر في قلبي فإذا الحياة به تدب
إنتشلني من هوة الفراغ السحيق
عانق الربيع عمري فاخضرّ حقلي
نهرُ من الحب فَصَل بين بَعدي وقَبلي
وزمن المرارة أنسانيه رشفة رحيق
الحب كالموت لهما نزع وسكرات
لا يموت العاشق مرتين وقد مات
ذاق كأس الهوى فهو سكران لا يفيق
محمد أبورزق