دار الغرور
بقلم الشاعر محمد أبو رزق
أيا من بدنيــاه يعتزّ ويفاخــر
قـد مات يا صاح قبلك الأكابـر
كلّ يـوم ندفن خِلاّ عزيزا لنـا
ونعلم أننا لاحقـوه ولكن نكابـر
أين الجبابـرة الطغاة كلهم رحلوا
قد مضوا وطواهــم الزمـان الغابـر
أين الأقوام من عاد وثمـود وقارون
أين النمرود الجبار وفرعون الكافر
كم طوى الموت من عمالقـة
كانـت ملأى بهـم مدن ومداشـر
قف على القبـر يخبرك بما فيـه
لم يبق بـه إلا العظـم المتناثـر
هي الحياة الدنيـا مجرد قنطرة
وكل منـا لجسرهـا يوما عابـر
دار الغرور بها الأماني مهلكة
لذتها زائلة والطامع فيها خاسر
يا عاشق الدنيـا كن على حـذر
عشقها مزيف وطبعها لاشك غادر
لاتأمـن قربهـا ولاالبقـاء فيهــا
مهما طال بقاؤك فإنك يوما مغادر
فتأمل العاقبة وكن للحق مبصرا
فإنها لاتعمى الأبصار ولكن البصائر
واعلم أن الله رقيب ولعملك يرى
أسأت أو أحسنت فهو إليك ناظر
وتزود بالصالح من دنياك لأخراك
اليوم ضيف وغدا أنت مسافـر
كل ما على الأرض هو فان زائل
وكل مخلوق إلى الله لابد صائـر
محمد أبورزق