التغريبة
بقلم الشاعر صلاح الفقيه
في البدء كانت
*********
في القدس
ايقظني الحنين
فمشيت نحو المسجد الاقصى
توشوشني السنابل:
هل رأيت دمائهم حبلى بحلم الفجر؟
هل ايقنت انك تائهٌ
حين احترفت عواصم الدنيا
وادلجكَ الانين؟
في القدس
ازعم ان رباً ما
اضاء الليل
اوقد شمعةً لدعاء عاشقةٍ
اثار زوابع الدراق
اعطى الزعتر البلدي نكهته
وامطر ياسمين
مسير. ...
******•
1-
الأرض حبلى بالتخاريف
إكتشفنا ذات طيشٍٍ بئرنا
في البئر نفطٌ
حين ألقينا اليها يوسفاً
جاءت ذئاب الأرض تفضح سرّنا
ما عاد يوسف
فاقتتلنا
اخوةً
والنفط اولنا وآخرنا
وسيد أمرنا...
2-
البداية
كما تجذب النار في رعشة العشق طائر
أحدّق في ما يلي الموج
وكلٌ الى موجه حسبما يقتضي التيه...سائر
أما كان لي ان أدّعي العشق يوماً بدون أظافر ؟!
ومن يدعي العشق دون مخالب ...كافر
أريد دماً كي احبك
أريد مزيداً من الموت
كي ينحني لبياض القصيدة
كحل الضفائر
بلادٌ تحبك حين تموت
فمت في سكوت
3-
الهجرة
على حافة اليأس
حيث قطيع الخراف
يحاول ان يفهم الأختلاف
وأن يستعيد البداية
نبيٌ طريد
يرى في الهزيمة آية
يلملم احلامه من جديد
ويتلو مزاميره للنهاية
كأن الضلالة في ما يراه القصيد
هداية
يهاجر باسم اضطهاد العبيد
الى غير غاية
يبشّر اتباعه بالنشيد
وحين يجيئون.....
يكسر نايه..
4- الغار
هذا الرحيل مغيبٌ للوعي
تحتفل العناكب عند باب الغار
تلتهم الحمامة عشها
يتلو صديقي يأسه
فيدلهم قلقي علي
هي هجرتي نحوي
وآخر ما أخبئه لدي
هي سلمي المكسور
في هذا الربيع اللولبي
هي توبتي مما اقترفت
وخيبتي عما اعترفت
وعودتي مني الي
هي سقطة اخرى
اراني بين ارجلهم
صديقي مخبرٌ ٌ
دربي هلاميٌ
وعاشقتي بغي
5 -
المؤاخاة
وقف السني
والشيعي
والدرزي ، والكردي ، والعلوي ، والبني ، والكحلي
قلت :
كونوا امةً واحدةً
ضحكوا كثيرا ، وانتهيت كما ابتدات
نبيٌ جاهلٌ وغبي
6-
ما قاله الشاعر
أرقب شرفة النايات
تأتي غيمةٌ
وتقولني مطراً ربيعياً ...وتذهب
أنساب عطراًٍ
كم احبك
لؤلؤاً
وبلؤلؤ الشفتين أسكب
أنساب في الينبوع شهداً
كلما مرّت قرنفلةً
أمالت رأسها دلعاً الى شفتي تشرب
أنا سيد القلق الجميل وظله
تأتي القصائد كالخيول الى دمي
أحتار اذ اختار اي الخيل اركب
انا شرفة النايات
ما عزف الهوى
إلا وقاسمني الأنين
ومثلما قاسمته الأنات...يطرب
أنا موجة البللور
مذ كان اغترابي
طرفةً
قمرٌ يدور
ولم يجد لرؤاه كوكب
*******
7 -ما قاله الثائر
-1
هو التيه
عنوان اسماءك المنتقاة
وبوابة للدخول اليك
مفاتيح روحك
فاذهب الى مبتداك بصمت
وفتش هناك عليك
واي جهاتك في الرمل تاه
2-
هو التيه حيث تطوف خيول الكآبة
من اين جئت
باي الهٍ توسلت حتى وصلت الى ما وصلت اليه
وكيف اختفيت وراء سكوتك عما تراه؟!
وكيف رأيت
لكل فصيلٍ اله؟!
3-
تعال نعيد الحكاية من أول الخلق حتى القضاة
ففي البدء كان الكلام
وكانت هناك فتاةٌ تحب فتاها
عليها السلام
وكانت أغاني الرعاة
وكان هنالك طوق من الياسمين
يسمونه النيل
يمشي بسحرٍ الى ساحة الامويين
ثم يراقص شاطىء دجلة منتشياً ببياض يديه
فكيف وصلنا الى ما وصلنا إليه
4-
بلادٌ تموء
تعال نعيد الحكاية منذ أضعنا الطريق الى القدس
منشغلين بشكل الوضوء
وكرت الإعاشة بين النزوح وبين اللجوء
أرى ما اشاء من الموت
من جثث الاصدقاء
ارى ما أشاء
وأوقدهم في القصائد ضوء
أُهيل عليهم من الأغنيات سماء
وأقتلهم في هدوء
5-
- أين ندفنهم يتمتم صاحبي
فأقول : لا تكفي المقابر كي يعود غراب خيبتنا
ويدفننا....ويرحل
أجد الطريق إلى الجحيم مدججاً باللاجئين
هناك تلتطم المنافي
مثل بحرٍ هائجٍ
والموت جدول
- هل سيوصلنا اللجوء الى بنادقنا
لنرجع في ارتعاشات الصقيع
لزيف موطننا المدوّل؟
وهل سنبني دولةً
من يافطات الإحتجاج
ومن سيوف العاج
والشعر المؤوّل؟
حائران
نسير في التاريخ
نحو هزيمة اخرى
يتمتم صاحبي
- كنا نياماً
كم لبثنا؟
ربما للقاع قاعٌ
مثلما للتيه أول