الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

Hiamemaloha

الموت للأديب محمد مهداوي

 الموت

بقلم الأديب مجمد مهداوي

      إنه في حضرة الملكوت الأعلى ،لا يكاد يحرك أنامله.فقط بعض الكليشيهات، عبارة عن أطياف تتراءى له بالأبيض 

والأسود...تناديه زوجته ،فيسمع صداها، ولا يكاد يتبين فحوى كلامها،فتدمع  عيناه. يحرك شفتيه،طالبا بعض الماء، يغرغر جرعة أو جرعتين، ويتوقف مرغما، لأنه كاد يختنق 

..يسرع أبناءه لتقديم العون له، يرفعون رأسه نحو الأعلى ، يستعيد تنفسه بعد لأي، فيرتفع شهيقه وزفيره، فيهتك بكارة  السكون المسيطر على الغرفة ..


     تمر صورة جميلة بين ناظريه، فترتسم ابتسامة ذابلة على وجهه، يحرك أحد أصابع رجليه،فيفرح الحضور،ويتغامزون فيما بينهم عبر النظرات والإبتسامات.. لا زال حيا.. لا زال في قلبه روح…


     الإحساس بالمكان والزمان اندثر، الألوان كلها اختزلت في في اللون الأسود، كل الأعضاء تقاعدت ،ما عدا نبضات مختلة من القلب ،تحاول الاعلان عن تواجدها القسري،حاول نطق الشهادتين، لكن كل الجوارح خانته هذه المرة وأبت  تلبية طلبه ...


      دون إلقاء كلمة الوداع على أهله المحيطين به،استسلمت أعضاؤه لبرودة قاتلة، رجلاه عجزتا عن الحركة ،  لسانه تحجر في فمه، أفلت الخيالات  في ذهنه، خمدت جميع  الأصوات من حوله،ما عدا صوت الكلاب والقطط الضالة ...سقطت دمعة بلورية من عينه اليمنى...وتوقف الشهيق والزفير....ساد صمت رهيب داخل الغرفة،الكل وقف مشدوها أما جلال الموت...

 لا صوت يعلو على صوت الشهادتين...


                          بقلم محمد مهداوي

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :