سِفرُ الضُّحى 9
نسائمُ الشّمال
بقلم الدكتور بسام سعيد
كفاكِ صَدّاً أيّتُها الحِجارةُ القاسيةُ
في صباحاتِ الودِّ ونهاراتِ الياسمينِ
المضمّخة بطلِّ النّدى
كفاكِ تجهّماً وتبرُّماً
أيّتُها الشّمسُ الصّباحيّةُ
الوادعةُ خلفَ الغيومِ الثّقالِ
كفاكِ تَبَرُّماً أيّتُها النّورُ
في حقولِ سنابلِ العشقِ السّخيّةِ بالعطاءِ
والهَيامِ بنسائِمِ الشّوقِ العليلةِ
نسائمُ الشّمالِ
النّاثرة عبيرها الكونيِّ المُستطاب
***
قد آنَ أوانُ اللّقاءِ على ثراكِ القُدسيِّ
في أرضكِ المُباركةِ بالودادِ والوصالِ
أيّتُها الغافيةُ على جمرِ الحنينِ
منذُ دهرٍ مضى
ترقُبينَ عودةَ حبيبكِ القَمَرِ اللّيليِّ
في ساعةٍ مُتأخّرةٍ من اللّيلِ
***
أيّتُها الغيمةُ السّابحةُ في العُلا
لا تُشيحي بوجهك الهَطولِ
عن السّهولِ والحقولِ
والجداولِ العطشى لسقياكِ الكريمِ
إن عزَّ القَطرُ والهطلُ
في مواسمِ الخيرِ
ولاحَ الصّقيعُ في شتاءِ الخيرِ المنشودِ
منذُ أعوامٍ خلت ألمَّ بها الجفافُ
غيرِ المعهودِ منذُ بضعِ سنين
***
أيّتُها المُقيمةُ في مملكةِ الضّوء
مصباحُ الدّجى المُنير في ليالي الأُنسِ
والوئامِ المُستطابِ على مرّ الزّمانِ
***
تُطلّينَ رسماً بهيّاً
طيفَ ملاكٍ في فنجان قهوتي
مع كُلِّ رشفةٍ صباحيّةٍ محملّةٍ بالطّيبِ
ومذاقِ بُنِ الحياةِ المُشتهى
فداكِ الحبيبتانِ وباصرةُ الضّلوعِ
ونسائمُ الحبقِ والرّيحانِ
والشّومرِ والزّعترِ والزّعفرانِ
وأطايب العطور
ملء السّماوات السّبعِ
والأرضين السّبعِ
وسعَ المدى
د. بسام سعيد