آه منك يا بلَدُ
بقلم الشاعرة منية الشريف
على كف هذا العمر القصير
يتمدّد الإشتياق
يضطرم القلب
وتشتعل النيران
يتأجج الحنين
و تستعر الذكرى
في الطرقات....
على الأبواب والجدران
يرتمي الحنين
تحت أقدام العودة
إلى دفء الأشواق
و حُسْنِ المكان
فأينما مررت ...
تستقبلني عيون المارة
وقلوب الأهل
و لهفةالجيران
حتى الشوارع..
تعانق صخبي ذات عمر
لهوتُ فيه على قارعة الأحلام
مع الصبيان
تضوع أمنياتي مِسكا
على مشارف الماضي
ويفوح عبير توقي
عبر الخلود ...
عبر الوجدان
فأينما وجّهتُ قلبي
يهلّل صوتي بين جنبات
القدر الجميل والحيطان
اه يا بلدُ كم اشتاقك
كم تداعبني أخباركَ
و تزورني أطيافك الراحلة
في كل حين.... في كل آن
ابحثُ عنيّ في الصور القديمة
في القهقهات البريئة
في عيون الخِلاّن
ابحثُ عني في قبر أمي
في رائحة الورد
في الزنابق و الريحان....
اه يا بلدُ كم أحبك
كم تُضحكني دعاباتك
وتأسرُني حكاياتك
وتهيم بي طُرقاتك القديمة
ذات زمن تضحك فيه الشمس
وتكفّ الأرض هُنيهَة عن الدوران
تكاد روحي تغادرني من فرحي
يكاد العمر يأسرني
بقيود من توق
بخيوط من حنان
يكاد الشوق من شوقي
يتألّم ...
يكاد الصمت من فرط حزنه
يتكلّم...
أكاد من غبطتي أتسلّق
سلالم العشق المجنون للبلد
و انتثر على زيتونه
اشواقا حرّى
وأحلاما مؤجلة عبر الأزمان
منية الشريف تونس
22 كانون الأول 2021