ارتجال من وحي الصورة
بقلم الشاعرة أم عمر
كم كانت جميلة ، لم يختلف على روعتُها أحد ، تلك الزهرة الفوًاحَة بلونها الزاهي الفائق الذي يُضفي لمسةَ جمال على الطبيعة ذاتها ، كانت بطبيعتها باهرة ندية دائمة الحيوية ، كانت تُحب المرح والرقص فوق غُصنها فرحة بكل نسمة قادمة إليها ، تُحب أغصانها ، تُحب المطر ، كان لها أريجاً خاصاً بها ، عبير لا يُشبههُ أياً من أقرانها ولا كل أنواع الزهور غيرها ، تتساقط عليها أشعة الشمس الذهبية فتنبعث منها الحياة والربيع ، نعم كأن الربيع كان إبنها ، حاول الجميع إستمالتها لرقتها وتفردها فأبت لِما بها من شموخ أرهقهم جميعاً و كانت ذات كبرياء يجعلها خارج المقارنة ، حتى وقعت في حُب ذلك الغريب الذي جاءها من حيث لا تحتسب ، كأنه ورغم إختلاف حياتهما من نوعهِ الأوحد ، إستمالها ، فمالت ، إقتطفها من بين أحضان أغصانها الوارفه التي كانت تستمد سعادتها بها ..فرضيت ،
أخذها معه وكانت تُشع عليه من شذاها وعبيرها لم تدخر ..، كانت تفيض بالجمال الذي يوماً لم ينتقص، حتى أنها كانت حياة وحدها بكل الحيوات التي في باقي الزهور كُلُها وياللغرابة ظلت وارفة بأوراقها ندية رغم إقتطافها ، بقيت جميلة رغم غياب أغصانها ..وهنا إنكشف قناع ذلك الحبيب الزائف ..إستمر يُخادعها ويلف شيئاً حول عُنقها يوماً بعد يوم ، فيُضِعف حركتها ، واهماً لها أنهُ يُحافظ عليها ، وعلى حياتِها ، شيئاً فشيئاً إشتد وثاقها ، سألته ماذا أنت فاعل بزهرتك حبيبتك ، طمأنها أنا أُخبئك حتى لا يرى جمالك إنساً ولا جناً ..، صدقته وفرحت بذاك الوثاق وإعتقدت أنه كلما زادها منه زاد حُبها في قلبه ..
حتى جاء اليوم الموعود ، فإذا بذاك الوثاق يخنُقها ..يشنُقها ..نظرت إليه واصبة العينين مستغيثة به ، إنقذني ..نظر إليها بلامبالاه ، لمحت في يديه حقيبة الرحيل
تركها على تلك المشنقة التي مُتعمداً كان قد أعددها لها هناك في ذاك المكان البعيد الذي لم تعرفه ولم يأتى على بالها أو رُبما من فرحتها به نسيت أن تسألُه ، من غير أي كلمه رمقها بنظرتِهِ تلك اللامبالية ومضى دون وداعاً للرحيل ولا وداعاً لها عند آخر نظراتها لهُ ، وآخر ما رآتهُ قبل أن تلفظ آخر أنفاسها.
#Om_Omar