بقلم الشاعر نعمه العزاوى
يراعٌ سمِّي بالفرحِ،
يتكئُ برجلِه الثَّالثة متبضِّعًا،
الأحزانُ تملأ الأسواق،
وبين الأشياء البالية يدقَّقُ
يقلِّبُها يمينًا وشمالًا،
عساهُ أن يجدَ شيئًا من ضالَّتِه،
مرَّ الوقتُ، وتيبَّست شفتاهُ،
فإذا بخرقةٍ من بصيصِ السَّعادةِ
كتبَها مفردةً بثلاثةِ أحرفٍ،
شمَّها كأنَّه يرتشفُ لبنَ الإفطار،
كَبُر حجمُ هذه الأحرفِ حتَّى
ملأت صفحةَ ذلك اليوم،
ومداد الحزنِ يتلاشاه وراء ظهرِه،
وهو يزاحمُه ليكتبَ الواقعَ المريرَ،
اغرورقت عيناهُ من شدَّة الفرحِ بتلك البضاعة،
وشفتاهُ رطَّبت بذلك الغيث شقَّ الخدودِ الشَّاحبة.
نعمه العزاوي.