سيدة القصيد
بقلم الشاعر ادريس العمراني
أنت فيض من قوافي القصيدة
زهرة يانعة في كف الياسمين
إذا نطق الحرف فأنت المدح و المديح
أنت ربيع النظم و الحرف الفصيح
نور يحاكي الشمس و الإشعاع
أنت الشعر و أنت فيه بيت القصيد
أنت صرخة الآهات و حر التنهيد
أنت بسمة الشفاه وسط الجراح
راودني فيك الشعر و الكلام المباح
لم أهب طول الليل و بعد الصباح
إذا جفت الأقلام فوق الورق
فحبري في الشرايين يتدفق
قبلات الهوى بين حروفه تنطق
النظم بين أنامله يعانق الإبداع
و على عتبات الشوق يتربع اليراع
أنت بحر لا أحتاج فيه شراع
أسائل فيك الشعر و أوزان الخليل
غواص بين بحر الشوق و الطويل
و كم تسأم أناملي و أقلامي
إذا لم يكن لك فيهما همس و تدليل
بحر الغرام لا يمتطيه إلا عاشق
فارس مغوار لا يهاب عمق القوافي
يمحي الظلام و يقهر الفيافي
كم غريق ضاع فيه و كم من قتيل
و كم صريع حط السلاح و هو ذليل
نظمت فيك الشعر و بحت بالخبايا
نطقت فيه باسمك مترفعا عن الدنايا
أغازلك فيه جهرا و لم تتعثر خطايا
حاولت إخفاء عشقك بين القوافي
لكن صريع الحب تفضحه النوايا
كيف أمتنع و بحر هواك يستدعيني
و بين أهدابك إلهام الشعر يناديني
لا أهاب أمواجه و لا عمقه يخيفني
و لا سهام الحب منك تبعدني
و الموت بين أحضانك حلم يراودني
ادريس العمراني