[[ تَصَوَّرِي ]] ..
بقلم الشاعر أحمد سالم
تَصَوَّرِي إن قُلتُ بعدَ الفُراقِ أُحِبُّكْ
وتصوَّرِي إن كنتُ باللفْظِ أعنِيها
وتَصوَّرِي بأنَّ بِنا الصَّبُّ تَبَنَّى
قلوبَ عِشقٍ فكيفَ باللهِ نُحييها
وتَصوَّرِي بأنَّ العيونَ ما فَتِئَتْ
حتَّى تلاعجَ الدَّمعُ في سَواقِيها
وتَصَوَّرِي بأنَّ قصائِدِي كَمْ كَانتْ
لهجاتَ شَوقٍ عيَّتْ مَن يُداوِيها
وتَصَوَّرِي على ضِفافِ البَحرِ كم كُنَّا
نعقدُ الآمالَ ثُمَّ في الموجِ نُلقِيها
وتَصَوَّري كَمْ خاضَ بِنا الحُبُّ عُبابًا
وألقتِ الأحلامُ في اليَمِ ّ مَراسِيها
وتَصَوَّرِي بأنَّ غِيابِي لَيسَ فَقدًا
بلْ دُمُوعًا كُنتُ عَنْكِ اُخفِيها
وتَصَوَّري إِنْ عادَ (قيسُ لُبنى)
كَيفَ ينجو من رِماحٍ غارَ رامِيها
وتَصَوَّري.. بأنَّ ( وردًا ) كانَ قاتِلُها
(دِيكُ الجِنِ ّ) ثُمَّ هَامَ في مراثيها
وتَصَوَّري أنْ لا ( عِطرَ بعدَ عروسٍ )
حتَّى يوآري القَبرَ مَثاويها
وتَصَوَّرِي أن يموتَ فينا الحُبُّ ونَحنُ
نجرَعُ السُّمَّ مِن كَأسِ ساقِيها
وتَصَوَّري لو أنَّ ( سُكَّرَتِي) ما كُتِبَتْ
لَما أبصَرَ الشِعرُ شَيئًا من قوافِيها
وتَصَوَّرِي إِنْ تلاشَتِ الذكرى هَباءً
كسرابٍ يفوحُ على رِيحِ ماضِيها
وتَصَوَّرِي مَهما فَعلتِ وزادَ فُراقًا
فللذّكرى بَواقٍ..وإِنْ قَتَلتِ كُلَّ مافيها
بقلمي المتواضع / أحمد سالم