بقلم الشاعرة خالدية حسين أبو جبل
حرصت على زمّ شفتيها كيلا تفرّ تنهيدة بعيدًا،
وهو ينثرُ موسيقى صوته على وقع نبض قلبها.
تتفتح ازاهيرُ شوقها وتسيرُ في أودية أحلامها
وشعاب قلقها، مع هطول صوته في شرايينها...
بلهفة تشدُّ الهاتف نحو أذنها خشية ان يفرّ لحن من أصابعها...
يرتبكُ العزفُ ويسأل مذهولا من صمت رهيب اعتكفتْهُ- أين انتِ ؟ أين ذهبتِ؟
- أنصت لنأماتك وهمساتك، أمتلئ بكَ، فرفقا بقلبي، خيطُ شمسك أنا، فلا تُفسد عليّ هذا اللحن الجميل، ودعني أسمع في صوتك كلّ ما أشتهي أن يُقال...
أدركَ اهتراء قلبها وتبعثرُ ضفائر شوقها وطول ليل انتظارها وصبرها ، فراح يرتق ثقوبه
ويضفر ضفائر شوقها ويجمع أطراف ليلها
بخيطٍ من فجر ...
يلتهم الأثير الوقت والكلمات، ويبقى الوعد
كالطلّ على أكُفّ الورد، يُبلّلُ ريقها كلما هبت
نار الشوق...
بحذر الأم البكر، حافية تمشي على رؤوس أصابعها، تُغلق باب ونافذة غرفتها، تُلملم ما تناثر
في ثنايا الأثير من همسات وعزف، تغزلُ منها شالا يُعانق روحها بدفء...
خالدية
23تشرين الثاني 2021