يا حادِيَ العيس
بقلم الشاعرة عبدلي فتيحة
يا حادِيَ العيسِ يَا من جئتَ ظمآنُ
تلكَ الليالي ما غطَّتهَا أجفانُ
إنَّ الرِمَالَ الَّتِي تعلُوهَا كُثبانُ
ضاقت بِنَا بل هوى من غُصنِهَا البَانُ
تلكَ الليالي الَّتِي قد كنتَ تقطعَهَا
قد جاوزتْ ليلَها و الكبتُ هجرانُ
هذي الفلاةُ بِنَا ناختْ على ألمٍ
لا إنسَ أمسى بها و الجانُ سُكانُ
قد راحَ عنتَرةٌ منها و ذُبيَانُ
لا هذا نابغَةً أو هذا يقضانُ
لا عادَ في أرضِنا هيلٌ بقهوتنَا
و البنُّ فيها نضا و الكُلُّ وسنَانُ
يا حادي العيسِ لا عيرٌ لتحدو بهَا
تلكَ القوافِلُ ضاعَت منهَا رُكبَانُ
لا العامريَّ بدتْ في متنِ قافيةٍ
لا ابنُ المُلوِّحِ عادت منهُ أزمانُ
لمَّا أناخَ بنا فجُّ الزمانِ هُنا
لا هودجٌ ضمَّنَا سعدٌ و أوطانُ
يا حادي العيس ما للوبرِ ما صنعت
كإنَّما التحَفت بُرنُوسه الجانُ
عبدلي فتيحة