د.عزالدّين أبوميزر
الهنودُ الحُمْر ...
والخُطوطُ الحُمْر ...
فِي أمرِيكَا، صَارَ هُنالِكَ؛
مَنْ سُمُّوا بِهُنُودٍ حُمْرْ
وَلَدَى قادَتِنَا، في عَالَمِنَا؛
نَحْنُ العَرَبَ ، خُطُوطٌ حُمْرْ
هَلْ يُوجَدُ فَرقٌ بينهُمَا
أو خَطٌّ يجمَعُ بينَهُمَا؟
مَا كَانَ بِيَومِِ هِندِيََا، أو كانَ لَهُ؛
في الهِندِ جُدُودْ
مِنْ بَدءِ الخَلقِ هُنالِكَ كانْ
وَبِلونِ التُّربَةِ سِحنَتُهُ؛
وَبِقلبٍ أبيضَ مِثلَ الثَّلْجْ
بُسَطَاءٌ كُلّ النّاسِ هُنَاكْ
يَحيَوْنَ بِأمنِِ وَأمَانْ
لا مَلِكٌ يَحكمُ أو سُلطَانْ
ألحُبُّ هنَاكَ هُوَ الإنسانْ
وَبِيومٍ أغبَرَ لَيسَ لَهُ،
إسمٌ قد يُذكَرُ أو عُنوانْ
جَاءَتْهُمْ ريحٌ عَاصِفَةٌ
وَقَوافِلُ شَتَّى قَدْ رَكِبَتْ،
أعتَاقَ المَوْجْ
وَرَأَوْا جَنّاتِِ لَيسَ لَهَا
فِي البَرِّ حُدُودْ
يَحضُنُهَا البحرُ فَلستَ تَرَى
إلّا شُطآنْ
وَكُرومََا لا تُحصَى وَجِنَانْ
طَمِعُوا بالأرضِ بِلَا سُكّانْ
وَبِغَيْرِ الثَّجِّ وَغَيْرِ العَجِّ
وَلونِ الدَمّْ
لَنْ يَعتَرِفَ العالمُ هَذَا
أوْ هُوَ قَد يَقتَنِعُ بيَومْ
بالكِذبَةِ أنّ هُناكَ هُنودٌ حُمْرْ
وَلَهُم في الدُّنيَا هذا الإسْمْ
وَالبَاقي فَوقَ الأرضِ عَبِيدْ
جَدُّهُمُ الأكْبَرْ
هُم قَالُوا هِنْدِيٌّ أحْمَرْ
خَيّالٌ يَركبُ فَوقَ حِصانْ
مِنْ غَيرِ لِجامِِ وَبِلَا سَرْجْ
مَكْشُوفَ العَوْرَةْ
يَتَمَثَّلُ وَهمََا في صُورَةْ
وَالصّورةُ تَردِفُهَا صُورَةْ
فِي المُتحَفِ أو فَوقَ الجُدرَانْ
وَالرّيشُ يُحيطُ كَدائرَةِِ،
مِنْ حَولِ الرّأسْ
تَتَراقَصُ إنْ لَفَحَتهَا الرِّيحْ
كَالشّبَحِ يَلوحْ
يَغدُو وَيَروحْ
وَهُنَا في الأرضِ العَرَبِيّةْ،
وَبِنَفسِ المَنطِقِ نَفسِ الرُّوحْ
سَيّدُهم هُوَ نَفْسُ السَّيِّدْ
والصّورةُ هِيَ نَفسُ الصّورَةْ
لَكنّ المَلِكَ أَوِ السُّلطَانْ
بِالرّوحِ من اللهِ مُؤَيَّدْ
وزمانِِ في الحُكمِ مُؤبّدْ
طَاعتُهُ تُدخِلُكَ الجَنّةْ
فَالحاكمُ ظِلّ اللهِ، بِهذي الأرضِ؛
وَفوقَ الأرضِ ، وتَحتَ الأرضِ؛
لِيومِ العَرْضِ،
وَيَحمِلُ مِفتاحَ الجَنّةْ
وَحَوَالَيهِ مَنْ سُمّوا بِرِجَالِ الدّينْ
وَبٍمَا يَهوَى هُمْ يُفتُونْ
جَعَلُوا طَاعَتَهُ فِي الدّنيَا
تُدخلُ أبوابَ الجّنّةْ
وَتُرينَا كُلّ الحُورِ العِينْ
عُرُبََا وَكواعِبَ أتْرابَا
في الأعيُنِ بَرقََا وَسَرابَا
فَهنالك، خَيّالٌ وَحِصانْ
وَهُنَا السُلطَانْ
يَجلسُ كَخَيَالِِ فَوقَ العَرْشْ
وَمَقَاعِد صَنَعُوهَا مِنْ قَشّْ
بِخِداعِِ يَسحَرُ وَمَهارَةْ
يَكفيهَا إنْ لَزِمَ الأمرُ شَرَارَةْ
فَكراسِي الحُكمِ وَلَو مِنْ قَشّْ
وَرُموزُ الحاكِمِ والعَرْشْ
أغلى من كُلّ الدُّنيَا
وَثَوابتُ بالرّوحِ تُفَدّى وتُصانْ
وَخُطُوطٌ حُمْرْ
لَكنْ هَيْهاتْ
أنْ نُصبحَ نَحنُ هُنودََا حُمْرْ
فَكَطَعمِ الحنظَلِ مُرّْ
وَأَشَدّ لهيبََا وأحَرّْ
مِنْ نارِ جَهنّمَ لَو تَعلمْ
يَا غَاصِبُ فِينَا يَجري الدَّمّْ
وَدِمانَا مَا كَانت في يَومْ
قارورَةَ لونٍ مَعَ فُرشَاةْ
والفجرُ الباسِمُ آتْ
وغدََا لا بُدَّ وَننتَصِرُ
وَقَيودُ الذُّلِّ سَتنكَسِرُ
وَالحبُّ يَعودُ مَعَ الإنسانْ
د.عزالدّين أبوميزر