---- السهم الحارق---
بقلم الشاعر عزاوي مصطفى
جَمِيلٌ لَهُ الرُّموشُ سَوارِقُ
إذَا مَرَّ قَلْبٌ فِي جِوَارِهِ مَارِقُ
بِالْعَيْنِ يَأْسَرُ وَالدَّلَّالِ طَليبَهُ
كَأَنَّهُ البَرْقُ اللَّموعُ الحارِقُ
أَنَا وَالْقَلَمُ النّدِيُّ ووَحْدَتي
لَيْتَ المُهَلِّلَ فِي سَمائِيَ طَارِقُ
فُلْكِي تُصَارِعُ والعواصِفُ سَيْلَهُ
وَالْقَلْبُ يَرْفُلُ فِي صِفادِهِ غارِقُ
الْحُوتُ تَحْتِي قَد يَحِنُّ لِحالَتي
وَالطَّيْرُ فَوْقِي قَدْ تَرَأَّفَ نَاطِقُ
فِي الْبَحْرِ وَحْدِي قَدْ تَرَكْتُ وَصِيَّتِي
وأَحْمَلَتْ عَهْدِي مَع الشِّرَاعِ بَيارِقُ
أَوَتَذْكُرينَ وِدادَكِ أَحْيَا مُهْجَتِي
إذْ كَانَ عَطْفُكِ لِلْفُؤَادِ الصَّاعقُ
عَلَى مَشْرَفِ الْحُبِّ كَانَتْ قُلُوبُنَا
فَطَارَ مِنْكِ السَّهْمُ الْكَمِينُ الْخَارِقُ
إنْ كَانَ السَّهْمُ مِنْكِ أَدْمَى مُهْجَتِي
فَهُو الدَّوَاءُ المَرهَمِيُّ الشَّائِقُ
لاتَأْمَني الْبَيْنَ إذْ أَرَادَ فِراقَنا
فَهُوَ الْحَسُودُ المُسْتميتُ الْمُنَافِقُ
أفْرَشْتُكِ الْوَصْلَ وَمِلْءَ جَوَارِحِي
ورُوحي كَالْفَرْشِ الْوَثِيرِ نَمَارِقُ
لاتَأْسَري بَوْحًا وَدِدْتِ سَرَاحَهُ
إذَا حَلَّ يَوْمًا فِي ديارِكِ ضَائِقُ
الرُّوحُ أَعْلَنَتِ الْقِرَانَ صَرَاحَةً
وَلَمْ يَعُدْ لِلروحَيْنِ مِنَّا الْفارِقُ
عزاوي مصطفى