#قصة_قصيرة 📚
#الحنين 🎸
بيد مرتعشة أدارت المفتاح من ثقب الباب محاولة فتحه بعد لأي تمكنت منه دفعته على مصراعيه، لترى ما حل بالداخل بعد غربة طويلة. لم تدر كم سنة مرت عليها واغتربت فيها وهي بعيدة عن المكان الذي قضت فيه طفولتها، وكأنهأ الآن جاءت تبحث عن الماضي لتحضره غصبا عنه إلى حاضرها بعد أن حنت إلى مجالسته واسترجاع كل لحظة بين يديه. بل وتعيد كل الأشخاص والأحداث إلى الحياة، وإلى هذا البيت القديم مرة أخرى لتعيش معهم ولو في الخيال ..
جلست في فناء الدار على كرسيها الذي طالما استأنست به، قد بدا مهترئا أكيد هو الآخر آخذت منه الأيام، كما هو الحال بالنسبة لكل شيء في الوجود. أغمضت عينيها سارحة بذاكرتها إلى يد أمها حين كانت تسرح لها خصلات شعرها البني بكل حنان، والمشط ينساب بسهولة بينها. استيقظت من حلمها وقد ركزت نظرها على صورة والديها المعلقة بالجدار المقابل لها مازالت كما تركتها، هو الغبار من ملأها فقط أزاحته بلطف بمنديل كان بيدها، لم تتمالك حينها فانهالت دمعة على خدها لقد حرك ذلك المشهد كل الحنين المدفون في أعماقها. جعلها لا تملك القدرة أن تسيطر على نفسها ومنع عبراتها المسترسلة من النزول.
مشت بعدها بخطوات متثاقلة نحو غرفة باتجاة طاولة حيث فتحت صندوقا قديما، أخرجت منه بعض الصور المتآكلة لأفراد اسرتها لقد تفرقوا، ما عاد يجمعهم ذاك الفناء الرحب. كل صورة كانت تمثل لها ذكرى وحكاية بدأت باستعراضها واحدة تلو الأخرى، وكأنها في دار سينما أمام شريط فيلم من الزمن القديم تتذكر فيه كل الأحداث التي ولت والأشخاص الذين عاشوها...
أخيرا أنتهت من مشاهدة فيلمها المطول وأعادت الصور إلى مكانها بلطف لتودع البيت مع صمته، تاركة الحضن الدافىء الذي جمعهم سنوات، لن تنساها كانت كلها حب وأمان وحركة وإن تخللتها بعض الأوجاع، أقفلت الباب وراءها وأدارت المفتاح والماضي بداخله. تعلم أنها ستكمل طريقها وهي تحمل بين أضلعها كم من الحنين، الذي سيظل مرافقا إياها أينما حلت وارتحلت ...
#سميا_دكالي
٢٠/٦/٢٠٢٠