هيفاء....
بقلم الشاعر سعدي الشنون
هيفاء من أثر السجود توهَّجت
حجج الجمال بوجهها المُتَبَتِّلِ
والسحرُ يطغى في محيطِ جمالها
والعينُ أسود رمشها لم تُكْحَلِ
والغُرّة البيضاء تنثُرُ لؤلؤاً
فيَشِعُّ نورا وجهها كالمِشعَلِ
قُدسِيّةٌ هي لو تحُطُّ خمارها
حول الجبينِ الناصِعِ المُتَهَلِّلِ
تبدو كأنّ الله جلَّ جلالَهُ
قد كان أغدقَ من سناهُ لتَجتلي
وكأنَّهُ سبحانَهُ قد خصَّها
بجمالِها الأخاذ والمتأصِّلِ
سِحْرٌ ولكن دون أيِّ تبذُّلٍ
حاشى لها من فتنةِ المُتَبَذِّلِ
عربية الإغضاء دون تكَلُّفٍ
وحَيِّيْةٌ بحجابها لم تَكسَلِ
بنت الرجالِ الصيدِ كيفَ لوَصْفِهِم
إنْ طابت الأصلاب طيباً تنسَلِ
تأريخها شرفٌ لها ولأهلها
عربيةٌ نائت بما لم يُحْمَلِ
فدعوا النساءَ شوامخاً فلعلَّ من
خلَلِ الشموخِ نسودُ فيهِ ونعتلي
لاتهزئوا بعقولهن نساءنا
نحتاجُ نبني الفِكرَ ليسَ لمِعْوَلِ
في علمِهِنَّ فلا مناصَ لنستبق
في رَفدِهِنّ بكلِّ علمٍ سلسَلِ
لانهضةً للناسِ دون نساءها
فلتجعلوهنَّ المُقامَ الأوَّلِ
لم تَلْقَ في البُلدانِ ذَلَّت نِسْوَةً
من حاضرٍ قد شَعَّ أو مُستَقْبَلِ
مجدُ الحرائرِ قد تحوزُ يميننا
لو إرتأينا أن نكن كالعَردَلِ
سعدي الشنون