خَبّئني في شِعابك المرجانية ..
بقلم الشاعر محمد أبو حكيم
أنتَ ريح قوية عاتية ؛
تهب في أضلعي ،
في وميض عينيكَ
سنا برق ؛
يكاد يخطف بصري ،
صوتكَ كهدير رعد
ترتعش منه مفاصلي ،
مطركَ غزير
يكاد يغرقني في طوفان ..
و مع ذلك ؛
أتشبثُ بكَ
كأنكَ جذع شجرة طافية..
أنتَ حياتي ،
و قاربُ نجاتي ؛
رغم قوة التيار
تأخذني لبر الأمان ،
و نركض معا
على الشاطئ سعداء ؛
موجة تغسل أقدامنا ،
و موجة تختفي تحت أقدامنا ..
أعتقد أننا ؛
من الماء جئنا
كالموج الصاخب ،
و في التراب نمضي
كالأثر الذاهب ..
وحدها الأسماك ؛
تولد و تعيش
و ينتهي أجلها في الماء ..
من يدري ؛
قد نكون مثلها ،
أو كالسلاحف البرمائية ؟!
الفَرق بيننا و بينها ؛ أننا ؛
نلوذُ ببعضنا
إناثا و ذكورا ..
فإنْ تُفَرّق الايام
ما بين اثنين ؛
فالفراق برزخ
بين بحرين لا يلتقيان
كي لا يبغيان ..
مَرتِ العاصفة ؛
نحن الآن في أمان ؛
هيَّا هَيَّا ..
لا تقف هكذا ؛
تحدق بي كأنكَ
تراني أول مرة ..
سأستلقي على الرمال
أُرسُمْ على جسدي ؛
سمكة ..
و خبئني في شعابك المرجانية ..
محمد أبو حكيم
الخميس ؛ 2 حزيران - يونيو 2022