*العصفور*
ليتني عصفور
يحلّق حالما
في الفضاء الفسيح
يُسابق بجناحيه الرّيح
و حين يتعب يستريح
يداعب خيوط الشّمس
دون أن يُمسِكها
أو يتمكّن من اللّمس
يلاعب السّحب
بكلّ براءة و حُب
يرسم بريشه النّاعم
لوحة جميلة
على صفحة السّماء
و يرتشف بمنقاره
قطرات النّدى
ليتني مثله طليقا
يغرّد فوق الأشجار
مبتهجا مع الأطيار
يُطرِب بألحانه الكبار
و يُسعِد بأنغامه الصّغار
و يحطّ كما يشاء
مع الفراشات الجميلة
على الورود و الأزهار
من الفجر الوليد
إلى المساء السّعيد
لا تمنعه حواجزُ منيعة
و لا جدران سميكة
و لا قضبان و لا قيود
و لا أسلاك شائكة
على الحدود
من العبور السّلس
و الانتقال من فنن إلى فنن
فكلّ البلدان العربية
هي الوطن
و إن قسّمها المُستعمر عبر الزّمن
و لن تحرمه و تحظره
من التّغريد و الغناء
في سعادة و هناء
من الرّبيع إلى فصل الشّتاء
لنشر البهجة و السّرور
و الفرح و الحبور
في جميع الأنحاء و الأرجاء
وقت الصّحو و أثناء الأنواء
فلعلّ اللّه يحقّق لنا الرّجاء
كمال العرفاوي