كركرةُ الوليد
بقلم الشاعر سعدي الشنون
إن كنت تسألني كثيرا من أكون
وتَلُحُّ في سؤلي تخامرك الظنون
سأُجيبُ عن نفسي بكلِّ حفاوةٍ
إنّي أنا عذب اللحون
أنا روعةُ الأشياء في هذا السكون
أنا صفحة غرّاء تقرأها العيون
بتراقُصٍ وتزاحمٍ
يتقافزُ الأحباب من حولي ويملؤهم خشوع
وتظلُّ عيني شاخصة
نحو العيونِ الراقصة
لعَلّني أجِدُ الدموعْ
في فرحةٍ مكتومةٍ
خلف المآقي والضلوع
وسأنزعُ الأحزان عن قلبي ولن
أبقى حزين..
وعن السنين الضائعات كثرثرة
سأخُطُّ أولى أحرفي
وأبثُّ فيها كلَّ ماحوَت السنون
من فيضِ مافيها ومافيها حزين
كي أتركَ الماضي وراء
وسأكتفي
إنّي أُقَدّم خبرتي تعبَ السنين
في إحرفي
لأحبتي ناسي وأهلي الطيبين
لا تأمنوا للخائنين
وسأشتفي
لما أرى ألقَ الحقيقةِ ساطعاً
متوهجاً وسط العيون
من عينِ فلّاحٍ وداعيةٍ سجين
وسأختفي
لا لن أكون كطَلْسمٍ
أو قصةٍ حمقاءَ يملؤها بكاء
سأكونُ زنبقةً وأفترشُ الضلوع
سأكون مثل الطيرِ يحتضن الربيع
كفراشةٍ تلهو مع الأضواء في جوٍّ بديع
سأكون كالأقمار في ليلٍ بهيم
وسأنثر الآمال في قلبِ الجحيم
ولسوف أبقى لا أُريم
فيسائل الأصحابَ عني بعضهم..
أنا من أكون
..فأُجيبهم
أنا روعة الأشياء في هذا الوجود
أنا صفحة بيضاء يغمرها الجليد
لا لن أحيد
عن صنعِ كر كرة الوليد
لن لن أحيد..
سعدي الشنون..