أعيدي
رجاءً أعيدي لي فؤادي المُتيَّما
فؤادي الّذي مِنْ قبلُ عاشَ مُنعَّما
وفي حُصْنِ صدري كانَ دومًا مُكرَّما
يُمارِسُ نبضًا بلْ وَفِكرًا مُنظَّما
أعيدي فؤادي دونَهُ العيشُ قاتمُ
وحُبُّكِ لي إنْ كانَ حُبًا فظالِمُ
ظننْتُ بريئًا في الغرامِ مكارِمُ
وبيْنَ قُلوبِ العاشِقينَ تفاهُمُ
كما أنّني خِلْتُ الفؤادَ سينْعَمُ
ومِنْ نكَدِ الدُنيا أخيرًا سيسْلَمُ
وقُلْتُ الهوى حتمًا فؤادي سيُلْهِمُ
ولمْ أعتَقِدْ يومًا بأنّي سأنْدَمُ
سمعْتُ بِأنَّ الصِدْقَ في العِشْقِ قائمُ
كما أنَّ صفْوَ الروحِ والقلبِ دائِمُ
ولكنَّ حظي في النهايةِ صادمُ
تيَقَّنْتُ أَنَّي في الحقيقةِ حالِمُ
فيا ليتَني قاومْتُ أوْ كنتُ أكْتُمُ
هواكِ ففي الكتْمانِ فوْزٌ ومغْنَمُ
فَيا لائمي في العشْقِ ما كُنتُ أعلمُ
بأنَّ مصيرَ الصَبِّ في الأسرِ مُظْلِمُ
تصوّرتُ أنَّ العِشقَ بالوصْلِ داعِمي
وما كنتُ أدري أنَّ وصلَكِ قاصمي
وما لِيَ مِنْ واقٍ وناهٍ وعاصمِ
فأَنَّى أرى التزييفَ والعِشقُ حاكِمي
ولكنَّ فؤادي لمْ يعُدْ بِكِ هائِمًا
كما لمْ بعُدْ بالعشقِ والحبِّ واهِما
لقدْ صارَ مِنْ بعدِ التجاربَ خازِما
وحتى غدا بعدَ المذلَّةِ صارِما
لذا حرريه الآن لا تتعشمي
لقد ضاق ذرعا بالهوى فتقدمي
وعودا لما قد كان لا تتوسمي
فهيا إلى التحرير لست بمغرم
د. أسامه مصاروه