الأحد، 10 يوليو 2022

Hiamemaloha

الشاعر المارق للشاعر مجد العبيدي

 الشاعر المارق

 عرفته القرية هادئا مسالما وديعا.يبتسم للجميع ولا ينبس ببنت شفة.

 كان يقول شعرا ولكن شعره لم يتجاوز عتبة قلبه.وكانت الصور الشعرية ترقص أمام عينيه في لباس أبيض شفّاف والألوان الزاهية تنساب بين القافية والقافية

 وكانت أنفاسه الساخنة تلف الأبيات فتذوب دفئا في صدره.تعود الجلوس على صخرة يمر قربها جدول يصبّ في غدير بالأسفل فتشكل ما يشبه الشلال الصغير.الذي يوحي للناظر اليه بأنه يرى عروسا نهضت لتوها من النوم وشعرها ينثال على كتفيها ووجهها الصبوح يفضح سعادتها رغم تصنّع الحياء

 كان يتأوه في صمت…..وذات فجر شتائي حطموا باب بيته الصغير..واقتادوه الى حيث لا يعلم..عطشوه..جوعوه.ضربوه بوحشية..أشعلوا سجائرهم من نظراته…اطفؤوها في حدقاته…لم يتكلم..لم يستغث..لم يسألهم الرحمة

-التهمة واضحة ولا فائدة في الانكار…خطب في الناس …قال شعرا الهب الافكار وصوب قافيته في صدور أصحاب الفخامة بحضور*الوشاة أذاع سرّا من اسرار الدولة بقوله عمدتنا خائن وعميل..مزقوه ضربوه تحت الحزام..رفض الاعتراف ورفض الكلام

…وذات فجر ربيعي في العام الموالي قتلوه…ونشروا صورته في الصحف وقالوا انتحر… قالوا رمى بنفسه من الطابق الاول الى الطابق السابع….قالوا بل انتحر بطعنة في ظهره….بحثوا عن اهله للتّعرف على الجثّة فلم تحضر غير عجوز بهتت نظراتها من كثرة البكاء.وترك الدهر توقيعه على جبينها ووجهها تجاعيدا…كانت تضرب كفا بكف..لم تبك..لم تكن حزينة .كانت فقط تضرب كفا بكف…سألوها..هل لابنك علامة مميزة؟ قالت هو أخرس لايتكلم بل منذ ولادته لم ينطق حرفا…نظر الحراس الى العجوز بعيون زائغة..طأطؤوا رؤوسهم وأحنوا ظهورهم…وغادروا مسرعين..بينما العجوز تردد كان يقول شعرا بلا كلمات..

 .مجد العبيدي.


Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :