لا تقتليهِ دُفعة واحدة ..
حبكِ في قلبه ؛ عميق ؛
كجذور الشجر ..
إذا خطرتِ بباله
أضطرب الفؤاد
في جوانحه ،
يحِنُّ إليك ،
يشده طَوق
لا يُدركه البصر ..
يأتي لحيّكِ ليراكِ
في شرفة بيتكِ ،
يحمل وردة في يده ،
يرسلُ لكِ قبلة
على أطراف أنامله ،
تبتسمين ؛
يَشتَبِهُ عليه مُحيّاكِ
و القمر ،
و تتناجيان عبر النظر ..
لا يُبالي ؛ برد الليالي
أو هطول المطر ..
حبك في قلبه
أقوى من الريح ،
أقوى من المطر ..
فجأة ؛ إنقلبتِ عليه كأنما ؛
ساحرة في الحيّ غاظها ؛
ذاك الشوق المُستعِر ،
فأطلَقَتْ عفريتا
من الجِن ؛
من قُمقُمِه ؛
أغرق مركب الهوى'
في الضجر ..
كلما رأيته قادما ؛
تنسحبين مذعورة كغزالة ؛
داهمها الخطر ،
تغلقين الشباك ،
و تراقبيه من وراء خَصاصِه ؛
يعدُّ نجوم الليل
حتى السَّحر ؛
تضرب عقارب الساعة
في أضلعه ؛
ضرب القدر ..
فلا ترحميه ، و لا
تترفَّقين بحاله ،
و لا تهمسين له :
الليلة أعْتَذر ،
تعالى' إذا أرسلتُ
لك إشارة لتحضر ..
لو فعلتِ ؛ أنعشتِ ؛
قلبه المتضرر ..
لكن المتيم في هواك
لا ييأس ؛ بل يأمل ؛
عسى' تنفرج الغيوم
و يطل القمر ..
ينتظر و ينتظر ؛
حتى تعجّب الصبرُ
من صبره المستمر ..
و في ليلة ؛ إشتدت عليه
مواجع الهوى ،
هبَّ من أعماقه ؛ أسَدٌ
كشَّر عن أنيابه و زأر ..
و بدون إرادته ؛
أرسل على نافذة غرفتك ؛
كُتلة من حَجر ،
هزت سكون الليل المخدّر ،
أطل الجيران ،
لا أحد رأى
خيال الليث الهائج
و لا شاهد الأثر ..
إنتشر في الحي
زيفٌ في الخبر ،
قائل يزعم ؛
أحدهم أشعل النار
و انتحر !!
و قائلة تدَّعي ؛
فتاة الشُّرفة
صرعها الحب المجنون ؛
قلبها انفطر !!
غضبتِ من فعلته ،
و ما اختلف فيه الجيران ؛
شَذَرَ مَذَر ..
وحدكِ من كنتِ تعلمين
صحة الخبر ..
اليوم ؛ دارت الأيام
سنة كاملة عمَا حصل ؛
الزمان طبيب ماهر ؛
يصلح ما تكسَّر ..
غدا يأتي ؛
يطلب الصفح عما
منه صدر ..
فلا تلوميه ، لا تُعَنّفيه ،
لا تُجَرّمي قلبه ..
الكريمُ عند المقدرة ؛
من صفح و غفر ..
الحب إذا إشتدت
قبضته ،
و الغضب إذا اشتدت سَوْرَتُه ؛
يغيب العقل و الحذر ..
حبك لا يزال في زواياه ؛
أقوى من الريح و المطر ؛
فلا تقتليه دُفعة واحدة ،
إذا جاء يعتذر ..
فُكي قيوده؛
دعيه ؛ يتحرر ..
ما خلق الله الناس ليتساكنوا ؛
في حظائر البقر ..
محمد أبو حكيم
الأحد ؛ 03 يوليوز 2022