سيفان في كبدي
يا أبي .....ألأنّي ما علمت قدري
طفلة كنت
و حظّي كان يقفو أثري
يرسم ما شاء غيبا في كتاب عمري
طفلة كنت
و صدري كان رحبا أوسع من فكري
يا أبي......
هل على الطّفل ذنوب يحمل إذ يعثر
أم على ما فات عمري بشباب تكثر
منك أشكو و الذي أعمى يدي
مسّحت كلّ صوابي ,لم أبالي ما غدي
أنتما .......أنتما سيفان في كبدي
يا أبي......
بيت نومي منذ عقد غسّلت بالزمزم
وفراشي لم يعد يسألني
"أين ضحكات الشباب و الهوى و النّغم؟"
كلّما قلت فراشي ما لك في كمد؟
قال إنّي قد كرهت آهة المنفرد
و عطوري كلّها تشتاق صدري
رصّفت ترنو إليّ في اكتئاب
يهمس بعض الزّجاج للزّجاج
قد سمعت بعص أصوات عتاب
"لو على الخمر غلقنا
صار خمرا اعتق من كلّ خمر و شراب
يا أبي......
هب مثالا أنّك في عمري
ثالث العقد مشيت إثره
خطوتين مثلما يخطو الصبيّ
سالم القدّ جميل سرّ منك نظري
وافر الحسن شهيّ
هل تقول يا أبي
إنّك قدّيس دير أو ملاك أو نبيّ
لو أتاك الحبّ في صباك كالذّي......
و عصيت من عصيت يا أبي
واستفقت الآن مثلي عن عجوز كالذّي......
والتقى داء بداء:
علل الجسم الطّريح ليس فيه من رجائي
و اللّسان موحش القول أذيّ....
هل علمت يا أبي
أيّ زوج هو في بيتي خصيم و خصيّ
فاستبقني منك رأيا علّني
لا أكون مرّة أخرى طريقا تنثني
أو فدعني أمسك الأقدار غصبا بيدي.
أحمد بو قرّاعة