الثلاثاء، 23 أغسطس 2022

Hiamemaloha

الربيع الأزرق للشاعر الحسين صبري

 الربيع الأزرق

بقلم الشاعر الحسين صبري

هل السعادة في شهادة جامعية ووظيفة في الدولة ومرتب وبناء منزل وشراء سيارة جديدة ومن تم الزواج وإنجاب أطفال وهل برسم إبتسامة على الشفاه نصبح سعداء وهل إنتفاخ البطن لحد البشم نتيجة الأكل والضحك بوسع الأشداق نكون سعداء؟


تلك الشهادة التى تحصلت عليها لم تكن يومًا ضمن أحلامي ولا أمنياتي ولا هذا التخصص الذي تخصصته كان يخطر على بالي، صديقتي والتى كانت تجلس بجانبي والتى عمرها مثل عمري ولأن عاداتنا وتقاليدنا أكبر من عمرنا ولأن الجهل ينخر عظامنا وحتى إن كان المقعد قد جمعنا والحُـب جلس وعاش معنا إلا أنه افترقنا وتزوجت من ابن خالها الذي يكبرها بعشرون عامًا وأنجبت منه صبيانا وجعلت قلبها كحافظة تحتفظ في أدراجه السفلي ببعض الحُـب والذكرى وتفتحها من حِين إلى آخر لرسم بسمة على شفاهها النظرة....


هل السعادة تكمن داخل جدران أسمنتية وشاشة عملاقة أتابع من خلالها البرامج الهابطة والدراما الكورية أو الهندية والتى لا تمت لواقعي بصلة......


سأخبركم بشيء أردت أن أقوم بجولة بسيارتي الجديدة في مدينتي فهل تعرفون كم قضيت من الوقت، بعد خمس دقائق وجدت نفسي في نفس المكان الذي أنطلقت منه، هذه هي مدينتي وتلك هي شوارعها ولولا إشارات المرور لكان الوقت أقل بكثير فمن أين لي أن أقطف السعادة وأجمع حزمة منها ومازال صرير أسناني يُسمع منذ أن اصطكت بصخرة الواقع، أعود أدراجي إلى أربع جدران وخيط يتدلى من سقف يحمل مصباح جميل رغم أنف الكهرباء المقطوعة وهل ذاك الجمال يبث في النفس السعادة، يرن هاتفك والذي صار إستعماله لقتل الوقت ودبحه لا أكثر حتى تجد صديق ويخبرك ها نحن في إنتظارك، تجلس وترسم إبتسامة مزورة على وجه شاحب أصفر تخنقه العبرة وتضحك معهم عن ماهو مبكي ويتحول الحديث بعد التحية والضحكة الصفراء إلى الحرب والفساد والنهب وإلى نقاش عقيم ولن تجد للدموع مجرى لأنها تبخرت منذ زمن طويل 


تُحب الأيام تكرار نفسها وتُحب أجسادنا ارتداء ما تعودت عليه حتى تجد هذا (البنطلون) أفضل من ذاك وحتى هو يشعرك بالسعادة المزورة  ولا تبالي إن ارتديت حذاء أو (شِبشِب) فهذا الأخير صدقني لا يجعل قدماك سعيدة فالخطوات نفسها توصلنا إلى نفس أماكننا فلا الجديد سيجلب السعادة وتذكر القديم لا يجلب إلا الحسرة والشجن.


في يومًا ما كان قلبي يَعزف ويُلحن ويُغني ولكن الأوقات التعسة لا تُبقي الأشياء على حالها ولا الزمن كفيل بأن يُعيد للأشياء قيمتها حتى اننا صرنا نرى كل شيء بدون قيمة وتساوت كل الأشياء والتى من المفروض ومن الطبيعي أن لا تتساوى ابداً ولكن صارت في أعيننا متساوية ولا تعني شيئاً.....

#الحسين

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :