ولو بعض السطور
بقلم الشاعر حسام الدين صبري
أنا لا أعرفُ مالذي يُكتبُ فيكِ
ولكني سأكتُب بعض السطور
ربما أُعبرُ عن شيءٍ
من آلاف الأشياء بداخلي تدور
وإن كانت
عينَيكِ تَحُولُ ثقَافتي صفراً
والشعرُ فيكِ لا يعترف بِأوزانٍ
ولايعترف بِالبحور
وبرغمَ يقيني بأنَ العُمر
في سرابكِ مهدوراً
وأني مقتولٌ فيكِ منَ الجذورِ
إلى الجذور
سأُكملُ كتاباتي وأكملُ بُكائي
وأكملُ رحلتي
في حُبكِ مابينَ الظلام والنور
وأُبقيكِ زرعاً في صحَرائي
لِأُهدي العالم خيرُ الفواكهَ
وخيرُ الزهور
ياامرأةً جَعَلتني ملِكاً على
عرشِ الذكُور
وأهدَتني الجنونُ سُنةً
وعَلمتني كيفَ أثُور
أدخَلتني مُدنٌ لم أدخُلها قط
حُراً وأسيراً أنا في كَهفِها المسحُور
غيرتِ المسار فَكُنتِ مداري
وجَهلتُ الكوكبُ الذي يدور
لأجلكِ أمنتُ بالسحر وطرقتُ
بابَ العرافين
وكَم أحرقت بخُوراً ووهبتُ
العُمر نذُور
تَعلقَت بكِ الروحُ وفي محرابكِ
كَم صَليتُ
وشموع المغفرة عينَيكِ
ياهُدى القَلبِ وذنبهِ المغفور
مالذي أكتُبهُ؟
إن كانَ كُل مَايُكتبُ فيكِ
سَيُصبحُ يومًا قولاً مأثُور
مالذي
يكتبهُ القلب إذا أحَبَ وذابَ
وحُبهُ امرأةٍ من نور؟
عُذراً مولاتي
إنْ كانت سطوري لا تَصفكِ فأنا
لا زلتُ شاعراً مغمورا وأنتِ
كُل مافيكِ سيدتي مشهورٍ مشهور
مشهورةٌ جداً شفتيكِ
أنها فِتنةِ القلوب
ومشهورةٌ عينيكِ أنها أعمقُ
وأخطر البحور
مشهورُ جداً وجهكِ أنهُ
قصيدةٌ العصرِ
فيالهُ من جمالٍ ويالهُ من حضُور
مشهورُ جداً نهدكِ بأنهُ
مهما شَابَ الزمان هوَ
شَابُ كُل العصور
فلا مواسمُ الزيتون تنقطع
ولا طفولة النهد تعرفُ الفتُور
وانحناءاتِ الخصرِ تنحنى لها
القامات وأمامها تنهارُ أسطُورة
التكبُرِ والغرور
ياسيدتي كُل مافيكِ مشهور
وأنا الأبلَه الذي أرادَ أن يصفُكِ
في بعض السطور
فإن كانت قصائدي فيكِ أبياتا
أنتِ جُزُر الدنيا والنهرُ العذبِ
وأنتِ كُل القصور
ولكنني لاأستطيعُ أن أقتُل
الشعر في صدري فدعيني
أكتبُ لكِ ماتحملهُ الشمس
ومايشدو بهِ العصفُور
دعيني
أكتبُ لكِ ماتحملهُ الضلوع
إلى أن تلقاها القبور
دعيني أُفتشُ ما دُمت حياً
عن مُفرداتٌ جديدةٌ وأستعيرُ
منَ الإنسِ والجن
والبحرِ والشجرِ والطيور
وأصنعُ لكِ شالاً وقميصاً ورديًا
وخاتمٍ وبعضاً منَ العطور
دعيني أهديكِ لقباً جديداً
وعمراً جديداً
وعصراً جديداً وأباهي بكِ
النجومَ والزهور
دعيني أكتب فيكِ كُل يومٍ
ولو بعض السطور
_______________________
حسام الدين صبري